بلدي نيوز
شهدت مدينة تلبيسة اجتماعاً أمنياً، اليوم الخميس 11 تموز/ يوليو، وذلك بحضور عدداً من ضباط "إدارة المخابرات الجوية"، لدى نظام الأسد، التي تسلمت ملف المدينة الواقعة بريف حمص الشمالي، بعد أن كان في عهدة فرع الأمن العسكري برئاسة العميد "محمد سليمان قنا".
وأكد مصدر في مدينة تلبيسة في حديثه لشبكة "شام"، عقد اجتماع أمني في المدينة ونقل معلومات عن حضور رئيس المخابرات العامة التابعة للنظام السوري، اللواء "حسام لوقا"، إضافة إلى العميد "رضوان صقار" رئيس فرع المخابرات الجوية في مدينة حمص، وضباط آخرين.
ووفق نشطاء ومصادر متطابقة من مدينة حمص فإن الغموض يلف هذه الاجتماعات مع ترك الأهالي دون توضيح لمخرجات الاجتماعات التي تعقد ومن المفترض أنها تحدد مصير المنطقة، لا سيّما أن الاجتماع الأخير تضمنت مباحثات لعدة بنود منها تشير إلى "تجديد التسوية".
وسبق الاجتماع المنعقد اليوم، اجتماعاً آخر على مستوى المدينة حيث لم تحضره شخصيات من النظام السوري، واقتصر الحضور على الوجهاء والأعيان، وسط توتر كبير يسود المدينة في ظل ضبابية المشهد خلال الحديث عن مناقشة بنود جديدة يطرحها نظام الأسد بمنطقة شمالي حمص.
وتداولت صفحات إخبارية 4 بنود قالت إنها تجري المباحثات بشأنها وتتمحور حول "تسوية خاصة بمدينة تلبيسة وعموم شمالي حمص"، و"تسليم السلاح مقابل التسوية" و"مهلة للمنشقين أو المطلوبين للخدمة الإلزامية" وأما البند الرابع يتعلق بتسهيل خروج غير الراغبين بالاتفاق والخضوع للتسوية خارج سوريا.
ولم يتسن للمصدر التحقق من صحة هذه البنود من مصادر معتبرة، كما لم ترد عبر أي من الشخصيات المعروفة في المدينة، وشككت مصادر بصحة تعهد نظام الأسد باستخراج جوازات سفر وتسفير رافضي تجديد التسوية، يُضاف إلى ذلك استبعدت صحة الترويج بأن هذه التسوية ستكون غير سابقاتها.
ومطلع الشهر الجاري قطع شبان من تلبيسة اتوستراد حمص حلب الدولي من أجل المطالبة عن شخصين اعتقلهما النظام السوري منذ حوالي الشهرين ليتدخل وجهاء المدينة ويتم فتح الطريق مع وعود بالافراج عن الشخصين، وسط تجدد مثل هذه الحوادث التي تتيبب حالة من التوتر في المنطقة بشكل عام.
وتشهد منطقة الريف الشمالي لمحافظة حمص بين فترة وأخرى توترات أمنية سواء على صعيد جرائم السرقة أو حتى التصفية أو حتى الخطف مقابل الفدية المالية، بالتزامن مع غياب أي دور لأجهزة أمن النظام.
وفي تموز من العام 2023 أفادت مصادر محلية بوقوع انفجار قرب مقر "لجنة التسوية" في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي التي افتتحه نظام الأسد مؤخراً، ناتج عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب مدخل المدينة الغربي، وسط معلومات عن تفكيك عبوة أخرى كانت معدة لاستهداف مفرزة أمن الدولة في المدينة.
وأعلن تلفزيون النظام السوري بتاريخ 20 حزيران/ يونيو 2023، عن بدء ما وصفها بأنها "عملية تسوية جديدة"، في مدينة تلبيسة، وأرجع النظام ذلك لإتاحة الفرصة و"فتح الباب أمام من لم تسمح لهم ظروفهم بتسوية أوضاعهم"، وفق تعبيره.
وسبق أن أرسلت قوات الأسد تعزيزات عسكرية جديدة خلال العام الماضي، تركزت حول مدينة تلبيسة بريف محافظة حمص وسط سوريا، وذلك على ضوء تطورات الأوضاع والشروط التي يفرضها النظام السوري، وسط تهديدات باقتحام المدينة حينها.
وكان أصدر عن "مجلس عوائل تلبيسة"، بيانا ختاميا جاء فيه تعهدات بمعالجة الفساد ومحاسبة المتورطين، وكف أيديهم عن هذه التجاوزات والوقوف بحزم لمكافحة ظواهر انتشار لعصابات الخطف والسلب والإتجار بالمخدرات، كما تعهد الأهالي بمحاسبة من يخالف البيان الختامي.
هذا ويرمي النظام من هذه التهديدات بالسيطرة الكاملة على مدينة تلبيسة شمالي حمص، وسحب السلاح من المدينة، وضمان عدم وجود أي تهديدات على طريق حمص-حماة الدولي، بحجة إنهاء ظواهر انتشار فوضى السلاح والمخدرات والخطف، ويعتبر نشطاء بأن هذه الحجج إعلامية بحتة إذ من المعروف وقوف النظام خلف هذه الظواهر بشكل مباشر.
ويذكر أن نظام الأسد كان أمهل الأهالي في تلبيسة خلال العام الفائت مدة 15 يوما لتنفيذ مطالب يعلق بعضها بتسليم سلاح ومطلوبين للنظام، مهددا باقتحام المدينة أو التهجير للشمال السوري، بحال عدم التسليم والرضوخ للمطالب، وطالما يرسل النظام تعزيزات عسكرية في مثل هذه المفاوضات، محاولاً الضغط على الأهالي شمال حمص، وسط حالة من التوتر المتصاعد تُضاف إلى حالة الفلتان الأمني التي تعيشها المنطقة منذ سيطرة النظام وروسيا عليها في أيار 2018.
وتشير مصادر إلى أن المنطقة تشهد فوضى أمنية ملحوظة منذ سيطرة قوات النظام عليها في عام 2018، الأمر الذي ساعد على انتشار الجريمة وعلى رأسها جرائم السرقة ويذكر أن عصابات السرقة تتجاوز كل الخطوط الحمراء، من ناحية عدم الخوف من ارتكاب تلك العمليات كونها تحتمي بحماية عناصر أمن النظام الذين يتقاسمون معهم المسروقات وعوائد الخطف والسلب.المصدر شبكة شام.