بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
اعتبر تقرير لصحيفة "قاسيون" الموالية، أن سوق الدواء لم يشهد أزمة مماثلة كما يجري هذه الفترة، وتوقع ازدياد الكارثة وتعمقها إذا استمرت سياسات حكومة النظام نفسها.
ودلل التقرير على أنّ أزمة الدواء هذه المرة مختلفة، حيث توقفت كبرى الشركات عن بيع أدويتها وتوزيعها للمستودعات، مثل "يونيفارما، وألتراميدكا، وابن زهر" والتي تعرف بإنتاجها لأصناف نوعية للسكري والضغط والشحوم والبروستات وغيرها.
وتكمن المشكلة، وفق الصحيفة، ليس فقط بانقطاع هذه الأدوية، بل في صعوبة تأمين بدائلها أيضا للشركات الأخرى التي قنّنت مبيعاتها أيضا.
وانقطعت بعض أصناف الدواء التي لا يتوقع أحد انقطاعها كـ"اليونادول" بأنواعه، والذي يعتمده الكثير من الناس لتسكين آلامهم.
ويصف التقرير الحلول التي اتبعت لمعالجة "أزمة الدواء" بأنها "حلول ترقيعية" على حساب الناس، حيث لجأت بعض الصيدليات إلى رفع الأسعار من تلقاء نفسها دون انتظار نشرة الأسعار المعتمدة من وزارة الصحة (التابعة للنظام)، ووصل سعر علبة اليونادول جوينت المخصص لآلام المفاصل والعضلات إلى 10 آلاف ليرة في الوقت الذي تسعيرته الرسمية الحالية هي 3400 ليرة، أي 3 أضعاف سعره الحالي، كما لجأت بعض الصيدليات إلى الالتفاف على رفع أسعار الأدوية بشكل مباشر عن طريق زيادة سعر الوصفات الدوائية بنسبة تصل إلى 50% من قيمة الوصفة، ليشهد سوق الدواء اضطراباً وفلتانا في الأسعار حاله حال باقي أسواق السلع الأخرى.
وبينما يطالب بعض الصيادلة بـ"تحرير أسعار الدواء بشكل كامل"، تنظر صحيفة "قاسيون" الموالية، وبما يتفق مع آراء محللين وخبراء اقتصاد إلى أن حكومة النظام، تسير فعلا في هذا اﻻتجاه، وتقول الصحيفة في تقريرها "قد يحدث فعلا (أي تحرير الأسعار) في ظل سياسات تملّص الدولة بشكل مستمر ومتسارع من أدوارها والمتمثل بشكل واضح في سياسات رفع الدعم".
للمزيد اقرأ:
صيادلة دمشق يبيعون المواد التجميلية عبر مندوبين ويعترضون على أسعار الأدوية الجديدة
وأضاف التقرير، "لكن حلولا كهذه لا تشبه شيئا سوى إشعال كبريتة في كومة قش، وازدياد فرق الكمون والاستقطاب الطبقي الموجود أصلاً بصورة كارثية، ستزداد كارثيتها أكثر في حال تحرير سعر الدواء".
واعتبرت الصحيفة أن الحلّ الوحيد والواقعي لإنهاء كارثة الدواء يبدأ من إنهاء المسببات الأساسية لها والتي تتمحور حول السياسات الاقتصادية التي تربط أسعار السلع بسعر الصرف وتربط حياة الناس بحبال شديدة الوثاق تلتف حول أعناقهم وتخنقهم يوما بعد يوم، لا بل ساعةً بعد ساعة.
يذكر أن سوق الدواء في مناطق سيطرة النظام، عانى خلال الفترة الماضية من مشكلات بالجملة أدّت إلى توقّف بعض المستودعات عن البيع، وبالتالي توقّف بعض الصيدليات عن البيع أيضاً، وتقليص بعضها الآخر ساعات الدوام، والاقتصار في البيع على قطع الإكسسوار (شامبوهات، غسولات، مزيلات تعرق...إلخ) أو بيع أدوية ولكن بأسعار أعلى من التسعيرة النظامية تجنّباً للخسائر المحتملة جرّاء ارتفاع الأسعار المنتظر من قبل الصيادلة بعد وعود من وزارة الصحة بإصدار نشرة تعديل أسعار تتماشى مع سعر الصرف الجديد.
للمزيد اقرأ:
"صحة النظام" ترفع أسعار الأدوية بنسبة 50 بالمئة