بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
انتهت يوم أمس الأحد المهلة التي حددها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا للأطراف السورية للموافقة على تسليم أول شحنة مساعدات آمنة إلى حلب، وأصرت الأمم المتحدة على تسليم الشحنة عبر طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه نظام الأسد في حين طالبت المعارضة السورية أن يكون الدخول عن طريق معبر الراموسة المحرر.
وقال خبير في الشؤون الإغاثية -رفض الإفصاح عن هويته لحساسية الموقف- لبلدي نيوز إن الطريقين صالحان لدخول المواد الإغاثية إلى حلب، ولكن الأمم المتحدة تريد دخول قوافل المساعدات عبر الكاستيلو لأسباب سياسية تتعلق بوجود جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً).
وكان دي ميستورا قد قال في بيان، السبت، إنه لأسباب تتعلق بالعوامل اللوجيستية والعمليات فإن القافلة الأولى يجب أن تذهب عبر طريق الكاستيلو أثناء توقف إنساني لمدة 48 ساعة في القتال، رغم أنه على علم بأن المعارضة يرفضون استخدام ذلك الطريق الذي يسيطر عليه النظام.
وكانت فصائل المعارضة السورية قد تعهدت بحماية القوافل الإنسانية منذ لحظة دخولها للأراضي السورية وحتى الوصول إلى أحياء حلب الشرقية عبر الراموسة والذي تم تحريره منذ مدة وجيزة في معارك كبيرة أطلق عليها "ملحمة حلب الكبرى" لفك الحصار عن تلك الأحياء.
وتريد الأمم المتحدة بعد إعلانها تعليق عمل فريق المساعدات الإنسانية في سورية تعبيراً عن احتجاجها على عودة المعارك بشكل كبير بين النظام والمعارضة؛ إلى هدنة إنسانية أسبوعية مدتها 48 ساعة لتسليم الأغذية والأدوية وغيرها من المساعدات للسكان في أحياء حلب الشرقية، التي تخضع لسيطرة المعارضة، وأيضاً للسكان في القطاع الخاضع لسيطرة النظام غرب المدينة.
كما وتسعى الأمم المتحدة إلى إصلاح شبكة الكهرباء وإيصالها هي والمياه إلى 1.8 مليون شخص وسط مخاوف من تفشي الأمراض.
وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات والفريق المفاوض سهير الأتاسي في تصريح خاص لبلدي نيوز إن "هناك انحياز واضح من الأمم المتحدة لصالح النظام، ومحاولة جلية لإعادة تعويمه وإظهاره على أنه الجهة الرسمية الشرعية التي تتعامل معها".
وأضافت الأتاسي إن جميع المناطق المحاصرة في سورية تعاني من شح المواد نتيجة استمرار نظام الأسد في استخدام سلاح التجويع ضد السكان، ذلك السلاح الذي اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة نفسها أداة لجريمة حرب، وأشارت الأتاسي إلى أنه على الأمم المتحدة الضغط عبر كافة السبل لإرسال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة دون استثناء.
وذكرت الأتاسي في حديثها لبلدي نيوز أن دي ميستورا يتعرض لضغوط من روسيا كونها وافقت على منح هدنة أسبوعية لمدة 48 ساعة، وهذه الضغوط تتمثل في تمرير المساعدات عبر النظام فقط، مشيرة إلى ضرورة أن تظهر الأمم المتحدة حيادها وأن ترفض الضغوط الممارسة عليها كما سياسة الابتزاز التي يتبعها النظام وحلفاؤه.
ولفتت إلى أن دخول القوافل عبر الكاستيلو لن يحقق الغرض من الهدنة، لأن موسكو ستتوقف عن قصف الكاستيلو بينما ستستمر في قصف الجهة الجنوبية من حلب والتي يقع فيها طريق الراموسة.
وقالت 8 فصائل من المعارضة السورية في بيان لها أنها لا تمانع في إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في حلب بحسب خطة الأمم المتحدة، وأنها ستسعى لتأمينها بالتعاون مع المنظمة الدولية، لكنها اشترطت أن يكون الدخول عبر طريق الراموسة الواقعة تحت سيطرتها، وليس من خلال معبر الكاستيلو الخاضع لسلطة قوات الأسد، والذي سيمنحه مزايا عسكرية وسياسية، وقدرة على التحكم بدخول المساعدات الإنسانية.
كما رفض كل من مجلس مدينة حلب الحرة ومؤسسات إغاثية عاملة في المدينة، في بيان لها، استلام مساعدات إنسانية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي عن طريق الكاستلو الخاضع لسيطرة النظام، واشترط المجلس إدخال هذه المساعدات عبر طريق الراموسة.
وتعاني الأحياء الشرقية لمدينة حلب من شح المواد الغذائية بسبب خطورة طريق الراموسة بعد تقدم قوات النظام في تلة "أم القرع" جنوب الراموسة مما جعل الطريق مقطوع نارياً.