لعبة "سوريا المفيدة".. والتنسيق التركي – الأمريكي في "درع الفرات" - It's Over 9000!

لعبة "سوريا المفيدة".. والتنسيق التركي – الأمريكي في "درع الفرات"

بلدي نيوز (نور مارتيني)

أعلنت الخارجية الروسية موقفها الرافض لعملية "درع الفرات" التي انطلقت من الأراضي التركية، متجهة نحو مدينة "جرابلس" السورية، لتحريرها من تنظيم الدولة الذي يسيطر عليها منذ قرابة الثلاثة أعوام.

حيث أوضح البيان الصادر عن وزارة الخارجية، يوم أمس أنها تشعر بالقلق إزاء الأوضاع على الحدود السورية–التركية، مبرّرة مخاوفها بـ"احتمال استمرار تدهور الوضع في منطقة النزاع" متذرّعة باحتمال "سقوط ضحايا بين المدنيين، وتصعيد الخلافات الطائفية بين الأكراد والعرب".

وأكّدت الخارجية الروسية في بيانها على "ضرورة تسوية الأزمة السورية على أساس القانون الدولي فقط" من خلال ما أسمته بـ"حوار واسع بين السوريين بمشاركة كافة المجموعات القومية والطوائف، بما فيها الأكراد، على أساس مبادئ بيان جنيف الصادر في 30 يونيو عام 2012 وقرار 2254 وغيره من قرارات مجلس الأمن الدولي التي اتخذت بمبادرة من مجموعة دعم سوريا".

ومع أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، قد أوضح خلال إعلانه انطلاق العملية، أن تركيا ستستخدم جميع إمكانياتها "لحماية وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك تولي الأمر بشكل فعلي في حال الضرورة.. إذ نُصر على أن تُدار تلك الدولة بإرادة شعبها"، وهو ما يفترض أن يتوافق مع الموقف الروسي، الذي أعلنه السفير الروسي لدى أنقرة "أندريه كارلوف"، قبل أيام قليلة من انطلاق العملية، والذي أكّد فيه على "موقف روسيا الداعم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والرافض بشكل قاطع لتشكيل كيانات متعددة داخل الأراضي السورية"، وأوضح أن ثمة تطابق في "الأهداف التركية الروسية حول الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، يبعث الأمل حول إمكانية تقارب وجهات نظر البلدين حيال حل الأزمة الراهنة في سورية."

غير أن التصريحات الصادرة عن الخارجية الروسية تتناقض وتصريحات سفيرها التي جاءت قبل أيام فقط، وفي معرض حديثه عن زيارة محتملة لوزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" خلال الأشهر القليلة القادمة.

حول هذه التصريحات التي أطلقتها الخارجية الروسية، يقول د.يحيى العريضي، وهو عضو الهيئة العليا للمفاوضات لـ"بلدي نيوز" أنّ "روسيا لا تكترث بوحدة الأراضي السورية؛ تقول شيئاً وتفعل آخر حسب مصالحها وحفاظها على نظام الجريمة"، مبيّناً أن "الأتراك تصرفوا وبعلم أمريكا، وهي لا تستطيع الوقوف في وجه هكذا تحرك، رغم رغبتها بذلك؛ ومن هنا تكتفي بالتصريحات."

ولفت العريضي إلى أنّ ما يهم روسيا هو ما وصفه بـ"سورية المفيدة" التي تريد حراستها حيث مصالحها، وناطورها سفاحها في دمشق، والملالي يدفعون الفاتورة ثمن العبث وبعض النفوذ".

في ظل المستجدات الجديدة، تصبح العلاقات التركية-الروسية على المحك، فهي اختبار حقيقي لثبات روسيا على الموقف الذي أعرب عنه سفيرها في أنقرة، وهو أنّ العلاقات التركية الروسية دخلت مرحلة جديدة عقب الرسالة، التي بعثها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في تموز الماضي، والزيارة التي أجراها إلى مدينة سانت بطرسبرغ في 9 آب الحالي، ولقائه ببوتين"،  ومن هنا يبرز تساؤل حول مستقبل هذه العلاقات، وما إذا كانت ستغرق في الفرات، من جديد؟

ومع تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حول عملية "درع الفرات" وإلتي أوضح فيها أن "تركيا خططت لذلك منذ البداية مع أمريكا"، تتسع دائرة هذه التساؤلات والتكهّنات حول مستقبل العلاقات الروسية التركية، في ظل التنسيق الأمريكي-التركي الأخير، وما إذا  كانت السياسة التركية ستتمكن من تحقيق معادلة (صفر مشاكل)أخيراً!

مقالات ذات صلة

خسائر من قوات النظام باشتباكات مع التنظيم بريف دير الزور

نتنياهو: سنقطع الأوكسجين الإيراني عن حزب الله الذي يمر عبر سوريا

قصف مجهول يستهدف معبر أبو الزندين شرق حلب

غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران بمحميط دمشق

النظام يوصل قصفه على ريفي إدلب وحلب

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام