بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
فقدت "العيدية" التي يمنحها الآباء واﻷقارب للصغار، مكانتها وقيمتها هذا الموسم، وتحديدا في عيد الفطر، نتيجة الظروف اﻻقتصادية والمعيشية الصعبة، التي تمر بها مناطق سيطرة النظام.
ويروي حسان موظف في القطاع العام، لبلدي نيوز، أنه قلّص قيمة العيدية، التي كان يمنحها لأوﻻده، مؤكدا أنّ اﻷمر سبب إحراجا، لكنه شرح لصغاره أنّ الظروف والضائقة المالية هي السبب.
ويجمع من استمعت بلدي نيوز ﻵرائهم من الموظفين، أن الوضع والضائقة اﻻقتصادية أدخلت طقوس العيد وفي مقدمتها "العيدية"، إلى "مجرد ذكريات تحكى للأبناء واﻷحفاد".
ويقول شاهر عامل في أحد المتاجر بدمشق، لبلدي نيوز؛ "كنا ننتظر العيدية بفارغ الصبر، الخمس ليرات كانت تحكي لما كانت الدنيا بخير".
وتتنوع قيمة العيدية اليوم، ما بين 2000 ل.س إلى 5000 ل.س، بحسب اﻷعمار والقدرة كما يقول اﻵباء، فلكل سنٍ مبلغه المخصص ضمن تلك اﻷرقام.
والبعض من اﻵباء اعتذر عن إعطاء العيدية ﻷوﻻده، بحسب من تواصلت بلدي نيوز معهم، واكتفوا بـ"مشوار صغير تناولوا فيه سندويشة شاورما".
ويشير مراقبون إلى أن قيمة العيدية لم تتغير إﻻ من جهة التضخم الذي تعيشه البلاد، فالخمس ليرات قديما تعادل في أيامنا 5000 آلاف ليرة.
ويذكر أن "العيدية" تحمل قيمة رمزية محببة لدى اﻷطفال، الذين ينتظرونها، منذ صباح أول أيام العيد، ببهجةٍ، وتعتبر من التقاليد والموروثات الشعبية المألوفة في سوريا، والتي بدأت بالتلاشي كغيرها من العادات، التي يتهم نظام اﻷسد بالتسبب بها.
وبلغ وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية في بداية شهر رمضان، 5.6 مليون ل.س، بالتزامن مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، بينما لا يزال الحد الأدنى للأجور (92,970 ليرة سورية - أي أقل من 13 دولار شهريا)، وارتفعت تكاليف المعيشة خلال ثلاثة شهور (كانون الثاني وشباط وآذار)، 41 %، بحسب دراسة أعدتها صحيفة قاسيون الموالية.
للمزيد اقرأ:
"المعايدات اﻹلكترونية".. واقع يفرض نفسه على السوريين بسبب الظروف