The Journal - ترجمة بلدي نيوز
مرت "الذكرى" الخامسة للثورة السورية منذ ثلاث شهور، وبحلول ذلك الوقت، كان نصف مليون مدني على الأقل قد لاقوا حتفهم، ومع ذلك، هذا لم يكن كافياً لإحلال السلام في دول الشرق الأوسط، وبالفعل أعلن كبير مفاوضين المعارضة في محادثات سلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة هذا الأسبوع استقالته، فيما حذر محللون بأن عملية السلام في جنيف كانت قد بلغت الرمق الأخير.
وصرح السيد محمد علوش، عضو لجنة المفاوضات وقائد "جيش الإسلام" المدعوم من السعودية، بأنه سيستقيل بسبب فشل المحادثات في الوصول إلى أية نتائج حقيقية حول القضايا الإنسانية والأمنية، بينما أضاف "إن هذه المفاوضات غير المنتهية، تضر بمصير الشعب السوري"، وألقى اللوم على "تعنّت" النظام الأسدي باستمراره بقصف المدن السورية، واستهداف المدنيين، وانتقد أيضاً سياسات المجتمع الدولي التي فشلت في ضمان وضع حد للحصار، وإيصال المزيد من المعونات، وإطلاق سراح السجناء.
وفي حين تعهدت إيرلندا هذا الأسبوع بمبلغ 5 ملايين يورو إضافية لمساعدة سوريا، هل هناك أي أمل في إيجاد الحل؟ الإجابة هي "لا"- فتشابكات الحرب السورية، معقدة جداً وراسخة، وحتى لو استطاع الأطراف الجلوس والاتفاق، فهناك مسألة كبيرة جداً، ألا وهي وجود تنظيم "داعش" الإرهابي على الأرض.
إن هنالك ما يقدر بنحو 8000 شخص يعيشون في "داريا" البلدة التي تقع على بعد 15 دقيقة بالسيارة جنوب غرب دمشق، وعلى الرغم من النداءات المكثفة لسكانها، ومجموعة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، فإن حكومة النظام السوري قامت مراراً وتكراراً، وحتى الآن برفض السماح بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المدينة، وقال المجلس المحلي لمدينة داريا إن القافلة لم تشتمل سوى على بعض"المستلزمات الطبية"، ولكن لا يوجد فيها أي غذاء للناس الذين يتضورون جوعاً!
وماذا بعد؟
إن هذا السؤال هو السؤال الأهم الذي يطرحه ملايين السوريين، إن انهيار جولة أخرى من محادثات السلام، يعني أن الحرب من المرجح أن تستمر بأهوالها، وذلك لأن المجتمع الدولي لا يمكن أن يوافق على ما يرغب به الأطراف ليحدث بعد ذلك، فأمريكا تريد تنحي الأسد، بينما دعمت بشكل مبدئي قوات الثوار، والغارات الجوية على تنظيم "داعش"، في حين أن روسيا، وفي الوقت نفسه، تقوم بدعم الأسد.
ومع ذلك، فإن أحدهما لم يقوم بدعم أحد الجانبين إلى الحد الذي يمكنه الفوز، وهذا هو، إذ أن دعماً كهذا سيتطلب نشراً للقوات على الارض، وفي مثل هذه الحال من شأن ذلك الإجراء أن يقوم بشكل كلي بتقوية طرف على الآخر، ويعتقد بعض المراقبين بأن القوى الدولية لا تريد فعل ذلك، خوفاً من تصعيد التوترات الدولية فيما بينها.
بينما وعلى المستوى العالمي فإن هذا يعني بأن احتمالات السلام في سوريا ستبدأ بالاضمحلال، مطيلة بذلك من أمد الصراع السوري، وعلى المدى القصير فإن المحلل في الشأن السوري، تشارلز ليستر حذر من أن استقالة علوش من الممكن أن تكون المسمار الأخير في نعش محادثات السلام هذه، وكتب ليستر بهذا الشأن "ما لم يتمكن المجتمع الدولي من التوصل إلى تقدم كبير في الأوضاع على الأرض وعدم الرضوخ لمطالب النظام السوري، فإن انسحاب كامل قوى المعارضة في نهاية المطاف بات أمراً وشيك الحدوث".