بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
تعد الفترة الحالية التي تعيشها الثورة السورية من أخطر المراحل التي تمر بها عبر تاريخها داخلياً وخارجياً، بعد إحكام الدول الكبرى السيطرة شبه الكاملة على كل ما يخص الملف السوري، وخاصة الجانبين السياسي والعسكري.
نزع الشرعية
الملازم المنشق "محمد حسن"، وهو أحد الضباط العاملين في ريف دمشق- قال لشبكة بلدي نيوز "السياسة الدولية الحالية والتي بدأت تظهر في عموم سوريا، تعمل على تجييش السوريين ضد الفصائل، وخاصة المقبولة منها، معتمدين بذلك على رصيد كبير من الأخطاء التي وقعت فيها الفصائل، بعد منع تسليح السوريين وتطبيق معادلة السلاح مقابل الولاء".
واستطرد الملازم قائلاً "ستشهد الساحة السورية كما هو واضح من خلال الحالات التي وثقت اليوم بأن المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبعض الدول العربية، يعملون ليل نهار على إسقاط تشكيلات الجيش الحر على يد حاضنتهم الشعبية، بعد ترويج مكثف بأن هذه التشكيلات تابعة للغرب وهمها الدولار لا الثورة".
وأضاف الضابط المنشق "طبعاً هذه الحجة تحمل الكثير من جوانب الصحة والواقعية، وهذا ما أراده الغرب تماماً فيما سبق من خلال غرف الاستخبارات الدولية، وهو أن تبدأ حملة إسقاط التشكيلات أولاً من خلال دعمها بداية، وفرض الشروط عليها والتحكم بها لتشويه صورتها، والتحكم بالقرارات والمعارك، وعندما يحين الوقت لإحراق هذه الكتائب سيبدأ الضخ الإعلامي حول سلبيات هذه التشكيلات للمدنيين، والهدف منه طبعاً إسقاطها على يد السوريين أنفسهم بحجج وذرائع الخيانة والدولار، وهذا ما بدأنا نشاهده في مختلف المناطق المحررة".
"التشدد"
بدوره، يرى العقيد المتقاعد "أبو إبراهيم" أن الخطوة الثانية والتي بدأت فعلاً بالطفو على واجهة الأحداث هي توجيه أنظار السوريين من قبل المخابرات الدولية لقبول المشروع المتشدد كحل مناسب، تزامناً مع مخطط إسقاط الفصائل التي فشلت حقيقة في إدارة الموقف العسكري والسياسي، نتيجة قلة خبرتها بمثل هذه الملفات الشائكة والمعقدة.
ولخص العقيد المتقاعد أهداف هذه المرحلة بالوصول إلى أربع نقاط هامة، وهي: "دفع السوريين لإنهاء الجيش الحر والتشكيلات المقبولة شعبياً، من خلال إبراز فشلهم الحالي، وإبراز أنهم يلهثون وراء الدولار والمكاسب الخاصة، وهي ورقة قوية يعتمد عليها الغرب بسبب نجاحه فيما سبق بتطبيق هذه المشاريع، وتقسيم السوريين ما بين مؤيدين لجبهة النصرة ومؤيدين لتنظيم الدولة، وخلق معادلة متوازنة بين الطرفين، وبالتالي لن يبقى في المشهد السوري سوى هذه التشكيلات، والتي ستتصارع فيما بينها.
وأردف "ومن ثم العمل المكثف على إنشاء الدويلة الكردية على حساب المناطق المحررة وستكون البوصلة في الوقت القادم لعقد تحالفات بين التشكيلات المنشأة غربياً، كقوات سوريا الديمقراطية وبين الجيش الحر بغية إنهاء الأخير، وكذلك سينجح الأسد بتوطيد أركان حكمه في الساحل خلال اقتتال التشكيلات فيما بينها، ومساعي إنهاء الجيش الحر، وحصر إمكانياته بالدفاع ليس أكثر".
وتابع قائلا "وأخيرا تعمل الدول على حصر السنة في سورية في بقعة جغرافية غير مستقرة، فيما سيكون الهدف الأمريكي-الروسي على وجه التحديد تثبيت قواعد الأسد وصالح مسلم، أحدهما سيحكم الساحل والأخر سيحكم منابع النفط، بعد مساعيهم لطرد تنظيم الدولة من الرقة ودير الزور".