بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
غازل رأس النظام بشار الأسد، الدول الغربية، من بوابة مقاتلي تنظيم "داعش" المحتجزين عند قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ووعد بمحاكمتهم في سوريا، متهجما على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قررت بلاده إعادة هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية لمحاكمتهم.
ويحظى موضوع مقاتلي "داعش" بأهمية كبيرة تصاعدت مؤخرا بعد إعلان الانسحاب الأمريكي من المناطق السورية الحدودية مع تركيا وشن الأخيرة لعملية عسكرية ضد "قسد" التي لوحت هي الأخرى بالملف وقالت أن عملية تركيا سمحت بفرار المئات منهم.
واعتبر بشار الأسد، أن الرئيس التركي يتصرف بطريقة لا أخلاقية عندما يعيد السجناء إلى بلادهم وهو يعلم أنهم إرهابيون، في إشارة لمقاتلي تنظيم "داعش".
وكان أردوغان أكد مؤخرا، أن بلاده ستواصل ترحيل إرهابيي تنظيم داعش، دون أدنى اهتمام بمواقف بلدانهم من استقبالهم. وبالفعل بدأت تركيا بترحيل مقاتلي "داعش" الأجانب في 11 الشهر الجاري، ولم يعرف بعد عدد المتشددين الذين سيتم ترحيلهم، إلا أن الرئيس التركي كان أعلن عدد عناصر "داعش" الذين حظر دخولهم إلى تركيا، بلغ لغاية اليوم 76 ألفا، والذين تم ترحيلهم 7550، فيما يقبع حاليا 1149 منهم في السجون، وأوضح أن عدد عناصر التنظيم الذين هربوا من معسكرات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في سوريا وألقي القبض عليهم وتم سجنهم في تركيا بلغ 287.
إلا أن بشار الأسد هاجم القرار التركي والرئيس التركي شخصيا خلال مقابلة لمجلة "باري مانش" الفرنسية، معتبرا أن "أردوغان يحاول ابتزاز أوروبا... الذي يحترم نفسه لا يتحدث بهذه الطريقة. هناك مؤسسات وهناك قانون. موضوع إرسال الإرهابيين أو أي شخص محكوم إلى دولة أخرى يخضع للاتفاقيات الثنائية بين الدول، أما أن تخرج شخصا من السجن وأنت تعرف أنه إرهابي وترسله لدولة أخرى كي يقتل مدنيين فهذا عمل غير أخلاقي".
وفي ما يخص محاكمة مقاتلين ينتمون لتنظيم "داعش"، بمن فيهم المقاتلين الأجانب (الصحفي سأله عن الذين يحملون الجنسية الفرنسية)، قال إن "جميع الإرهابيين الموجودين على الأراضي التي تقع تحت سلطة القوات السورية سيتم التعامل معهم وفق القانون السوري، وسيساقون إلى المحاكم المختصة بقضايا الإرهاب".
وتطالب قوات "قسد" التي تقودها الوحدات الكردية وتعتقل العدد الأكبر من عناصر "داعش" في سوريا، بإقامة محاكم دولية لمحاكمة هؤلاء في سوريا، باعتبار أن بلادنهم الأصلية ترفض استقبالهم، وكانت هي الأخرى حاولت الاستفادة من ملف هروبهم، لإيقاف العملية العسكرية ضدها في شرقي الفرات والتي بدأت في 9 تشرين الأول، وعلقت فيما بعد باتفاقات عقدها أنقرة مع واشنطن وموسكو.
وحسب تصريحات قادة "قسد"، فإن حوالي 800 من عناصر "داعش" فروا من مخيم عين عيسى شمال الرقة، بعد تعرضه لقصف تركي، وهو ما تنفيه تركيا، متهمة الوحدات الكردية بإطلاق سراح الدواعش لابتزاز العالم.
إلا أن مبعوث وزارة الخارجية الأميركية في سوريا جيمس جيفري، كشف الشهر الماضي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أن الرقم أقل مما تقول "قسد"، ورد على سؤال حول الأسرى، قائلا "نستطيع أن نقول إن العدد الآن يزيد على 100، لا نعرف أين هم".
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية 12 ألف عنصر من التنظيم، بينهم 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة، يتوزعون على سبعة سجون مكتظة في عدة مدن وبلدات، تسيطر عليها شمال شرق سوريا.
يشار إلى أن تنظيم "داعش" الذي سيطر في وقت من الأوقات على ثلث سوريا والعراق، خسر جميع الأراضي تقريبا التي كان يسيطر في البلدين، وقتلت القوات الأمريكية زعيمه أبو بكر البغدادي الشهر الماضي.