بلدي نيوز – عمر الحسن
تحول إعلام نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية المطالبة بإسقاط النظام من أداة لنقل الخبر أداة قتل، وتكيف إعلاميو النظام مع هذه الحالة وتحولوا من صحفيين إلى قتلة يتباهون بمشاهد الدمار والقصف والقتل الذي يمارسه النظام وروسيا وإيران بحق الشعب المطالب بنيل حريته وكرامته.
وتداول ناشطو الثورة السورية فضلا عن عدد من الإعلامين العرب، صورة "سيلفي" لمراسلة إعلام النظام "كنانة علوش" بين مجموعة من جثث الشهداء الذين يصفهم إعلام النظام بـ"الإرهابيين".
وظهرت "علوش" في الصورة مرتدية زي إعلامية دون أن تحترم مهنة الصحافة، لتلتقط الصورة، ومن خلفها عشرات الجثث، ضاربة عرض الحائط بأخلاقيات العمل الصحفي.
وكانت كنانة علوش، ظهرت في تشرين الثاني/نوفمبر إلى جانب جثث من فصائل المعارضة السورية في محيط بلدة باشكوي في ريف حلب الشمالي، تزف لمتابعيها صد قوات الأسد محاولة تسلل من أسمتهم "الإرهابيين".
وعمد إعلاميو النظام إلى نشر صورهم فوق جثث الشهداء في المدن السورية الثائرة منذ بداية الحراك السلمي، ففي العام الثاني من الثورة خرجت مراسلة التلفزيون "مشلين عازر" في تقرير لها على قناة "الدنيا" من مدينة داريا، بعد أن ارتكب جيش النظام وشبيحته مجزرة راح ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء، وبثت مقابلات مع جرحى حالتهم خطيرة بينهم أطفال، ولقبّ ناشطو الثورة المذيعة يومها "بالمذيعة الشيطان"، إلا أن "بشار الأسد" كرمها بعد ذلك بأسابيع قليلة.
وتكررت مشاهد التصوير مع القتلى والجرحى في أكثر من مناسبة في إعلام النظام، حيث أجرى شادي حلوة مقابلات مع جرحى للثوار وهم ينزفون دون إي مراعاة للجانب الإنساني.
ويرى مراقبون، أن العقل الأمني لنظام الأسد هو الذي يدير إعلامه قبل الثورة السورية، وبعد الثورة تحول الإعلام كما جيش الأسد إلى أداة قتل بيد الأسد وأجهزة أمنه واستخباراته تحت حجة "محاربة الإرهاب".
يقول أحد النشطاء السوريين "لا شك أن نظام الاسد كان يملك آلة ضخمة من الأسلحة المدمرة, استخدمها لقتل الناس وتدمير بيوتهم, ولكن السلاح الأخطر الذي يمتلكه هو إعلامه الذي يمارس الكذب لتبرير قتل السوريين المطالبين بحريتهم وكرامتهم".