بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
أطلق مجلس مدينة حمص، اليوم الجمعة، نداء استغاثة موجه من أهالي حي الوعر الذي يعاني من حصار جائر تمارسه قوات النظام والميليشيات الطائفية.
وقال المجلس في بيانه: "عاش أهالي حي الوعر-بمدينة حمص- نحو عامين ونصف حصارا شبه كامل، منعت فيه قوات النظام والميلشيات التابعة لها إدخال الطعام والدواء، كما تعرض الحي للقصف بالصواريخ والطائرات والمدفعية والرشاشات الثقيلة.. راح ضحيته أكثر من ألف مدني، وهُجِّر من الحي قرابة الثلاثمئة ألف، ويعيش فيه أقل من مئة ألف حالياً".
وأضاف المجلس، إن "النظام منع دخول المواد الغذائية الأساسية بما فيها الخبز والطحين إلى الحي، إضافة إلى المواد الطبية منذ شهرين".
وشدد المجلس في نداءه، على أن مدنيي حي الوعر المتابعين لما يجري في جنيف من لقاءات يناشدون كل الوفود المساندة للقاءات وكل الهيئات والمؤسسات الدولية والمحلية، وكل الدول الداعمة للمؤتمر، إلى تدارك الوضع في الوعر.
ونوه المجلس إلى أن الطفل "عمر البشر" ذو الأربع سنوات توفي بسبب نقص المواد الطبية في الحي، كما توجد حالتا تشوه لدى مواليد جدد بسبب انتهاء صلاحية الأدوية المتوفرة في الحي.
وأكدت لجنة التفاوض وعدة جمعيات خيرية عاملة وناشطون في وقت سابق، أنها نقلت الصورة كاملة للمنظمات الدولية، وتم إبلاغ مكتب المبعوث الدولي الخاص لسوريا بكل التفاصيل مع الرد باستلامهم التفاصيل، وردوا بوعود يسميها أهالي الحي "وعودا تخديرية لا تنفذ".
وكانت السيدة خولة مطر رئيسة المكتب السياسي للمبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي مستورا زارت الحي بعد عودة الحصار، ووعدت بفك الحصار وتخفيف المعاناة، ولكن لم يحدث مما وعدت شيء.
وكانت قوات النظام ومن يرافقها من ميليشيات طائفية، جددت حصارها على حي الوعر في مدينة حمص، عبر إغلاق معبر دوار المهندسين أمام حركة المدنيين، بعد نحو شهرين على فتحه في إطار اتفاق "هدنة" وقعها النظام مع فصائل المعارضة الثورية -التي تسيطر على الحيّ منذ أكثر من ثلاث سنوات- برعاية الأمم المتحدة.
يشار إلى أن حي الوعر، وهو آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص وسط سورية، يشهد حصاراً مطبقاً تفرضه قوات النظام والمليشيات الموالية لها، ويعيش أهالي الحي ظروفاً إنسانية صعبة جدا، جراء نقص المواد الغذائية والفقر المدقع، في ظل انتشار البطالة بشكل كبير بين الأهالي.