بلدي نيوز - درعا (حذيفة حلاوة)
مع مرور قرابة الشهر على بدء الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا على ريف درعا الخاضع لسيطرة المعارضة، تراجعت مساحة السيطرة التي كانت بيد الفصائل إلى أقل من ربع مجمل مساحة المحافظة، بعد أن كانت تتجاوز النصف.
وبدأت قوات النظام مدعومة بالمئات من عناصر الميليشيات الشيعية، والطيران الروسي حملتها الهمجية على ريف درعا في الخامس عشر من الشهر الماضي، بحملة قصف جوي ومدفعي عنيف لم تشهده المحافظة من قبل.
ومع استمرار تلك الحملة العسكرية بدأت موجات النزوح التي شملت كامل الريف الشرقي للمحافظة وأجزاء من الريف الغربي ومدينة درعا، وسط صمت دولي أمام تدمير المركز الخدمية والمستشفيات في تلك المناطق، لتتقدم بعدها قوات النظام على ما تبقى من دمار منازل المدنيين في تلك المناطق.
وبعد الأسبوع الأول من الحملة العسكرية لقوات النظام، بدأت تتساقط مناطق المعارضة بيد نظام الأسد بعد تسهيلات كبيرة من بعض عملاء النظام الذين كانوا موجودين في صفوف المعارضة، مما منح النظام نصراً سريعاً في درعا، لم يكن يحاكي صمود بلدات مثل بصر الحرير، والتي سقطت بسبب قلة الدعم وتسهيلات من عملاء النظام في البلدات المحيطة بها.
ومع سقوط بصر الحرير تم محاصرة منطقة اللجاة بشكل كامل من قبل قوات النظام وأصبحت بحكم الساقطة، فيما بدأت بلدات ومدن حوران بعد بصر بالتساقط سريعاً لعدة أسباب، أبرزها تحرك خلايا النظام وعرابي المصالحات مما أسفر عن سقوط غالبية الريف الشرقي خلال مدة قصيرة جدا.
ومع تسارع الأحداث ودخول الحملة العسكرية أسبوعها الثاني وسع النظام وروسيا حملته على الريف الغربي، حيث سارعت بعض البلدات للتوقيع على اتفاقيات مصالحة خارج نطاق وفد المفاوضات التابع للمعارضة، مما تسبب بتضييق مساحة سيطرة المعارضة، وتمكن النظام من دخول بلدة إبطع ومدينة داعل.
وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الثامن من الشهر الحالي، تمكن النظام بموجب الاتفاق من السيطرة على معبر نصيب، والشريط الحدودي مع الأردن بشكل كامل، بالإضافة إلى توسيع مساحة سيطرته لتشمل كامل الريف الشرقي ومدينة درعا، والريف الغربي وصولا لمدينة نوى.
وتجري حاليا مفاوضات بين روسيا ووفود من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في ريف القنيطرة وريف درعا الشمالي، بحيث انحسرت مساحة السيطرة لأقل من 15، حيث تعتبر مدن نوى وجاسم والحارة أبرز تلك المناطق.
يذكر أن تنظيم داعش لا يزال يسيطر على مساحات واسعة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا وتضم أكثر من عشر بلدات وقرى، أهمها تسيل الشجرة وسحم الجولان، وتمكن من توسيع سيطرته مؤخرا بعد دخوله بلدة حيط التي حاصرها لأكثر من سنة ونصف.