بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
شهدت المنطقة الشمالية والشرقية من ريف حلب في الآونة الأخيرة، سلسلة من التفجيرات بالعبوات الناسفة والدراجات النارية المفخخة، بالإضافة للاقتتال بين الفصائل المتواجدة في مناطق "درع الفرات"، بريف حلب الشمالي، في مؤشر على غياب الأمن وانتشار الفوضى.
ويقول قائد لواء الشمال النقيب "مصطفى شيوخ" في مدينة "جرابلس" بريف حلب الشرقي، لبلدي نيوز، إن السبب الرئيسي وراء هذه الفوضى التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، هي "الخلايا النائمة" التابعة لـ "قسد" والمدعومة من قبل بعض الدول.
وأضاف، "بعض الدول لا يروق لها أن تستقر المنطقة، وتصبح آمنة، لاسيما أن تركيا مقبلة على انتخابات رئاسية، وهي الراعية لهذه المنطقة، حيث تقوم هذه الخلايا باستغلال أي موقف من أجل إحداث فتنة بين الفصائل، بهدف زعزعة المنطقة أمنياً، وإرباك تركيا خارجياً.
وأشار "الشيوخ" إلى أن المفخخات التي ضربت مؤخراً في "الباب وجرابلس"، يرجع دخولها بشكل من الأشكال إلى طول الحدود مع قوات "قسد" وضعف الإمكانيات الأمنية لضبط الحدود، حيث تتصل مناطق "درع الفرات" مع حدود "قسد" بعشرات الكيلومترات.
وتابع، "إن ما يساعد في انتشار الفوضى أيضا هو الإعلام المعادي بكافة وسائله، والذي يعمل على بث الإشاعات، لعل آخرها ادعاء مجموعة ملثمة انها تمثل عشيرة "البوبنة" في عفرين، وتوعدت فصائل الجيش الحر بالانتقام على خلفية المشاكل التي حصلت مؤخراً في المنطقة.
من جهته قال النقيب "سعد فارس" مسؤول العلاقات العسكرية في الجبهة الشامية، العاملة ضمن صفوف الفيلق الثالث في الجيش الوطني، لبلدي نيوز: "إن السبب الرئيسي الذي يكمن في إحلال الفوضى في المنطقة، هو عدم توحد الفصائل تحت قيادة واحدة، والسبب الآخر تعدد الدول الداعمة للفصائل والتي تحاول جاهدة إفشال أي توحد يكون من شأنه استقرار المنطقة".
وأضاف، "على الرغم من بعض المصاعب والمشاكل، إلا أن وضع المنطقة مستقر، لافتاً إلى أنه في غياب الدولة وانتشار السلاح والخليط الاجتماعي الذي حصل في الريفين الشمالي والشرقي، إلا أننا نجحنا في ضبط الأمن، والأيام القادمة ستكون أفضل بإذن الله"، على حد قوله.
وسيطرت فصائل الجيش الحر بالتعاون مع القوات التركية ضمن عملية "درع الفرات" على مدينة جرابلس في شهر آب/أغسطس 2016، بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش" الذي كان يسيطر على المدينة.