بلدي نيوز - (محمد الراغب)
عاد أهالي مدينة إدلب لإعادة عمار مدينتهم بعد توقف القصف الممنهج الذي استهدف الكثير من الأبنية السكنية من قبل طيران نظام الأسد وروسيا على مدار الأعوام الماضية، والذي لا يعرف أحد عملياً متى سيعود.
عوامل كثيرة دفعت المتعهدين والجمعيات إلى الشروع في الإعمار، حيث يعدّ عامل تراجع حدة قصف الطيران أهمها، إضافة إلى ازدياد أعداد النازحين فيها من المناطق الأخرى لاسيما بعد موجات التهجير الأخيرة من حلب وحمص ودمشق.
لكن ارتفاع أسعار مواد البناء، وغلاء اليد العاملة بعد الطلب الكبير عليها جميعا، جعلت الترميم عملية صعبة وكثيرة التكاليف ولا طاقة للأهالي بها.
وقال "مازن قدسي" أحد عمال البناء لبلدي نيوز "العمل في البناء استعاد حيويته بعد توقف الطيران عن قصف المدينة، لكن الأسعار تقف عائقاً أمام الكثير من العائلات عن إعمار البيوت وإصلاح المدمر منها وظروف المعيشة للأفراد".
وأضاف مازن: "أتمنى الاستمرار في هذا العمل حتى نستطيع تعمير بلدنا من جديد بعد كل هذا الدمار الذي أحدثه الطيران".
كما قال "أبو صطيف" وهو يعمل في ورشة لتصنيع القرميد: "آلية عملنا تتطلب جهدا كبيرا منا، وأكثر ما يؤثر ويعيق هذه المهنة هو الأسعار المرتفعة، ومنها الإسمنت الذي يأتي من المعابر الحدودية مع تركيا، فإن سعره غير ثابت وهذا الأمر عبء على المواطن الذي يشتري المواد ويبدأ البناء".
وأضاف أبو صطيف لبلدي نيوز: "نحن مستمرون بالعمل والحمد لله الأجواء خالية من الطيران والأهالي بدأوا بالإعمار، رغم صعوبة العمل بفصل الشتاء، كون ترميم وتأهيل المساكن المتضررة وبناء مساكن جديدة يعيد الأمل لحياة هادئة بعيدة عن الدمار الذي خلفه الطيران، ودليل على عزيمة السوريين لإعادة إعمار مدنهم المدمرة".
على الرغم من غلاء أسعار المواد الأولية والأجور، يسجل نشاطٌ في حركة البناء وترميم المنازل المدمرة في مدينة إدلب، فهل تنطلق عجلة البناء إلى الأمام ولا يعوقها التطورات الميدانية المتلاحقة في الشمال السوري.