على أبواب فصل الشتاء.. أوضاع إنسانية صعبة في مخيمات إدلب - It's Over 9000!

على أبواب فصل الشتاء.. أوضاع إنسانية صعبة في مخيمات إدلب

بلدي نيوز - إدلب (محمد الراغب)
يعاني النازحون في مخيمات ريف إدلب من سوء الأوضاع المعيشية، وشحِّ الخدمات الضرورية اللازمة للعيش الإنساني، حيث يعاني آلاف النازحين في المخيمات من قلة المياه النظيفة والأغذية والأدوية وسوء الخيم، التي لا تمنع عنهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
مخيم "ساعد" الواقع في بلدة معرة الاخوان بريف إدلب الشمالي، يتجمع فيه آلاف المدنيين النازحين من أرياف حماة وريف دمشق وبقية المناطق السورية، من الذين تم تهجيرهم من بيوتهم بفعل القصف، ويعاني سكان المخيم من شحّ المواد الغذائية واعتماده على الخيم الكبيرة التي خُصص بعضها للذكور وبعضها الآخر للإناث، كونه مخيماً مؤقتاً، ما يؤدي إلى انقسام العائلة الواحدة بين الخيم، حيث تحول المخيم من مؤقت إلى دائم للنازحين لانعدام قدرة الناس على العيش خارجه، في ظل الغلاء الحاد في إيجار البيوت بالمنطقة.
يقول "أبو مصعب" أحد النازحين من مدينة حمص، والقاطن برفقة عائلته في مخيم "ساعد"، لبلدي نيوز": "نعيش أوضاعاً مأساوية في هذا المخيم، ونحن اليوم دخلنا في فصل الشتاء، والخيم التي نقطنها ينام فيها نحو 20 رجلاً بمعزل عن زوجاتهم وأطفالهم".
ويضيف "أبو مصعب": "لا يوجد ما يواسينا ويصبرنا على العيش في هذا المكان، وأقل ما نطالب به هو تأمين سكن لنا ولعائلاتنا، ليس أكثر من ذلك" مضيفاً "خسرنا كل شيء وخسرنا بيوتنا وممتلكاتنا، ولا يوجد عندنا خيار آخر".
وتعاني العائلات النازحة القاطنة في مخيم "النور" في قرية (مريمين) بريف إدلب الغربي، من أوضاع إنسانية مماثلة، حيث يقع المخيم في منطقة جبلية وعرة، تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل حاد خلال فصل الشتاء، كما أن مكان المخيم وقدم بناءه، جعله بعيداً عن أعين المنظمات الإنسانية والجمعيات الإغاثية، ما أدى إلى انعدام الخدمات الضرورية بشكل كامل.
يقول "أبو أحمد" أحد قاطني المخيم لبلدي نيوز: "الخيم المثقوبة التي نقطنها لا تمنع عنا شيئاً، فالهواء والأمطار والسيول كلها تتسرب إلى داخل الخيام"، مضيفاً "وسائل التدفئة معدومة هنا، ولا خيار أمامنا إلا أشجار الجبال التي نقطعها ونستخدمها للتقليل من برودة الشتاء".
وأضاف "أبو أحمد" أن "الكثير من الجمعيات الاغاثية وصلت إلى هنا متأخرة، وعند رؤية حال الناس في المخيم، وعدوا بتحسين ظروفنا، ولكن الوعود ذهبت أدراج الرياح".
وأشار "أبو أحمد" إلى أن "المخيم لا يوجد فيه مياه ولا كهرباء ولا إغاثات غذائية، كل هذا لا نريده اليوم، بقدر ما نحتاج خيمة سليمة تحمينا من البرد والعواصف".
ويعتمد النازحون في المخيمين المذكورين على تعبئة المياه من الصهاريج المتنقلة، كما يتعمدون على شواحن الإنارة البسيطة في إنارة خيماتهم، بينما يتخذون أغصان الشجر وسيلة وحيدة للتدفئة وطهي الخضار التي يزرعونها في محيط الخيم، بينما لجأ بعض النازحين إلى تربية الدجاج في ساحات الخيم، للاستفادة من البيض، وتعويض النقص الغذائي الحاد الذي يعانون منه.

مقالات ذات صلة

خبير اقتصادي : أغلبية الأسر السورية عاجزة عن تأمين متطلبات التدفئة

بما يخص الغذاء.. إحصائية عن النازحين في مخيمات شمال غرب سوريا

مصدر يكشف فحوى الاتصال الذي دار بين الشيخ "حكمت الهجري" والسيناتور الأمريكي "فرينش هيل"

تقرير: أقساط نقل المدارس تتجاوز 3 مليون ليرة سنويا والتكاليف تحكم اختيار التخصص الجامعي

صحيفة محلية: الحل السياسي مفتاح لتحسين الوضع المعيشي والرواتب في سوريا

"التحويلات المالية الخارجية" مؤشر لواقع مأساوي في سوريا