بلدي نيوز - (مالك الحرك)
تراجعت الزراعة في الغوطة المحاصرة جراء الطوق المفروض من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية عليها، حيث يعاني الفلاحون من مصاعب عديدة، أدت إلى انحسار الرقعة المزروعة، وانخفاض حاد في الانتاج، وفقدان الكثير من الغلات الزراعية، وانتشار ظاهرة "التصحر".
لعل أبرز الصعوبات التي تواجه الزراعة هي الغلاء الكبير في أسعار المحروقات، والتي تجاوزت 10 أضعاف عن باقي المناطق السورية، وصعوبة تأمينها بسبب الحصار والتضييق الكبير الذي يمارسه النظام، كما ويعاني الفلاح أيضا صعوبة في إيجاد الأسمدة والأدوية اللازمة للمحاصيل، وانعدام تام في المبيدات الحشرية التي منع النظام إدخالها، ما تسبب في ضعف في الإنتاج بشكل عام، وإفساد المحاصيل بكاملها في بعض الأحيان.
"أصبحت الزراعة في الغوطة الشرقية، كالذي يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها"، هكذا بدأ (أبو محمد) أحد فلاحي الغوطة الشرقية حديثه لبلدي نيوز، مضيفا أن الزراعة هذا العام ساءت جداً بسبب فقد الأسمدة والمبيدات الحشرية.
وأضاف (أبو محمد) أن محاصيله هذا العام من باذنجان وبندورة وفاصوليا فشلت، بسبب انتشار الحشرات والآفات، وجراء ضعف في الأرض، بسبب حرمانها المتواصل لسنوات من الأسمدة والأدوية الزراعية.
وأشار (أبو محمد) إلى التكلفة الباهظة لشراء المواد اللازمة للزراعة وإلى الجهد الكبير والمعاناة التي تواجههم فيها، قائلا إنه بعد هذا التكلف والتعب والمعاناة والجهد المبذول، وإن نجحنا في الزراعة وأنتجت الأرض القليل من الثمار، فإنها تباع بأبخس الأسعار، ولا تأتي بنصف تكلفتها المدفوعة.
الجديد بالذكر أن الزراعة في الغوطة الشرقية؛ ساهمت وبشكل كبير على تعزيز صمود الأهالي في وجه حصار فرضته قوات النظام عليهم لأربعة أعوام متتالية وما تزال حتى اليوم، رغم توقيع لاتفاقيات "خفض التصعيد"، التي يؤكد الكثيرون أنها مجرد حبر على ورق.