بلدي نيوز - (عمر يوسف)
ظهر مفتي البراميل "أحمد حسون" أخيراً؛ وهو يهدي نسخة من المصحف الشريف إلى واحدة من أكثر الممثلات المصريات دعما وموالاة للأسد، وهي "إلهام شاهين"، والتي ظهرت مع حسون بهيئة وثياب افتقرت لأبسط مقومات الحشمة، التي يفترض بها الالتزام بها ظاهريا على الأقل، خلال لقائها بالرجل الذي يعد نظرياً الشخصية الدينية الأولى في سوريا.
ظهور "شاهين" مع مفتي البراميل هذه المرة، دفع بالكثير من التساؤلات إلى الواجهة، وحول الأمر إلى سؤال عميق وحقيقي وضروري في هذه المرحلة، فأي عمل يقوم به النظام هو عمل مقصود وممنهج، فهو لا يقوم بأي عمل اعتباطيا، خصوصاً أنه يسير بخطة متعددة المحاور، تستهدف القضاء على الأكثرية في سوريا، والقيام بتدجين من استطاع منها، وتهجير البقية من الرافضين للتدجين، والعودة لحظيرة الأسد.
حيث عبّر أكثر من تعليق وبمنشور على على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول الموضوع، أن مهمة "تكريم" الفنانين -إن صح التعبير- ملقاة على عاتق وزير الثقافة أو مدير التلفزيون أو المؤسسة العامة للسينما، لكن الذي يقوم بهذا العمل هو "مفتي البراميل" ذات نفسه، حيث يقوم بتكريم كل من يريد النظام تكريمهم من الفنانين والفنانات، والشخصيات الأخرى، ووصل به الأمر إلى حد أن وضعه عضواً في لجنة تحكيم لاختيار "ملكة جمال" إحدى المسابقات، الأمر الذي لا يمكن بمكان أن يدخل ضمن مهامه المختلفة، ولا حتى ضمن صلاحياته، بل تتعارض مع واجباته ككل، وأساس منصبه والتزاماته.
عملياً، يؤكد ناشطون أن عملية دفع "المفتي" إلى الواجهة في الكثير من المناسبات، لها أكثر من هدف، فمن جهة لا يرغب النظام أن يعتبر أنه قام بتكريم أي شخصية "ثانوية" عبر إحدى الشخصيات الرسمية في حكوماته، مثل الوزراء ورئيس الوزراء، وهو بذلك يؤكد على تهميش الحكومة وعدم وجود أي دور لها.
كما أن النظام يرغب بإذلال الوعي الجمعي "للأكثرية" في سوريا، عبر عرض شخصية يفترض أنها تمثل رمزاً مهماً لها في أوضاع معاكسة تماماً لمكانته ومهماته، الأمر الذي يعتبر بمثابة إهانة مباشرة لهم، وتحطيما لأي مفهوم عن القدوة أو المثل الأخلاقي، والقول أن الأكثرية في سوريا هي من أكثر داعمي الأسد، والدليل أن النظام يرسل مفتيه "الذي يعتبر ممثل هذه الأكثرية" في كل مهامه القذرة، كما أن النظام بعرض "حسون" في أوضاع مخلة، فهو يعرض نموذجه الخاص "للانفتاح والتسامح الديني" الذي يسعى لنشره في سوريا، كاسباً بذلك نقاطاً عند الغرب الذي يعاني من مشاكل مع الأحزاب والحركات "الراديكالية" الإسلامية، ويجد في حسون وأمثاله مثالاً مناسبا قابلاً للتدجين، يستثمره نظام الأسد في المراهنة على قدرته في نشره وتعميمه في سوريا.
وتعليقاً على ذلك علق حساب باسم "أبو محمد" على هذه الصورة بالقول: "يبدو أن النظام يعمل بشكل مبرمج لإهانة السوريين وضربهم في عقيدتهم وموروثهم الأخلاقي والديني، فمنصب مفتي الجمهورية الذي كانت ترتعد منه فرائص جميع حكام سوريا منذ الملك فيصل تحول لأضحوكة، فمن شخص مهمته الوعظ والإرشاد والهداية والدفاع عن العقيدة والمجتمع، إلى شخص مهمته قياس أقطار (أفخاذ) الفتيات في مسابقات ملكات الجمال، هكذا يهين النظام السوريين، وهكذا يعمل على تدجينهم ومحاربتهم بكل السبل".
أما حساب باسم "منذر" فعلق على الأمر بالقول: "حسون أو مفتي البراميل، موالٍ لإيران لأقصى حد، وهو ينفذ تعليمات النظام التي تسعى لتحويل الدين من عبادة ومبادئ، إلى مجرد شيء أجوف يملؤه النظام بما يرغب، في مسعى للسيطرة على السوريين والتحكم بهم باسم الدين، بعد أن فشل بالتحكم بهم باسم الوطن".
يفهم من هذه التعليقات وغيرها، أن النظام يستخدم حسون وأشباهه من الشخصيات في حربه ضد الشعب السوري، وهو يسعى عبر عدة عمليات لإذلال السوريين، وتهديم أي قيم لديهم، سواء وطنية أو دينية، واستبدالها بالولاء للنظام والأسد، وجعلهما المركز الذي يدور كل شيء في فلكه.