قصة جديدة عن "شرارة الثورة" في مدينة درعا - It's Over 9000!

قصة جديدة عن "شرارة الثورة" في مدينة درعا

بلدي نيوز- (خاص)
لم تكن مدرسة الأربعين في درعا البلد -كما هو متداول- أول من بدأ كتابة العبارات الثورية على جدرانها أواخر شهر شباط من العام 2011، حيث كان الربيع العربي آنذاك ذا حضور قوي في المجتمع بكل فئاته، وعلى رأسهم الطلاب واليافعون، الذين حاولوا التعبير عما يدور في أذهانهم ببساطة، فهم على عكس الجيل السابق لما يعرفوا أو يدركوا بطش الأسد وجبروته.
(وليد النوفل) ناشط إعلامي من بلدة انخل بريف درعا، وأحد الأشخاص الذين شاركت مدرسته بالتعبير عن رفض النظام والمطالبة بالحرية قبل بداية الثورة، قال لبلدي نيوز: " كنت في السابعة عشر من عمري مطلع العام 2011، وكنت حينها طالبا في الصف العاشر بمدرسة الشهيد (عقلة الزهرة) في مدينة انخل بريف درعا الشرقي، حيث تفاجأت أثناء دخولي للمدرسة بعدد كبير من عناصر الأمن والمخابرات، إضافة لبعض عمال الطلاء الذين طلوا بعض جدران المدرسة، لمسح عبارات كانت تطالب بالحرية وإسقاط الديكتاتور كتبها بعض تلاميذ المدرسة".
وتابع (النوفل): "كنا في تلك الفترة صغاراً في السن، ولم يكن لدينا أي تفكير عن عاقبة هذا الأمر، ولم يكن لدينا أي إدراك حول طبيعة هذا النظام، وكان الأمر بالنسبة لنا عادياً، فلم نكن نتصور تبعات هذه الكتابات، لكن الخوف سرى فينا بعد إدراكنا علامات الرعب التي كست ملامح المعلمين".
وأضاف (النوفل): "طالب عناصر الأمن من إدارة المدرسة أن تأمر الطلاب بكتابة العبارات المكتوبة على الجدران بغية الوصول إلى خط صاحبها، فكتبنا العبارات على ورق وأخذوا الأوراق، وقمنا بتكرار عملية الكتابة هذه لثلاث مرات في اليوم الأول والثاني".
حيث فشل مسعى النظام للتعرف على خط صاحب الكتابات على الجدران، وربما كانت تلك مجرد خدعة من الأمن حينها لإجبار الاطفال على التبليغ عن كاتبها، فالنظام يعرف أنه متخلف جداً في مثل هذه الأمور.
صمت الطلاب الذين كانوا في المدرسة أغاض النظام للحد الأقصى، فهم بعد أن تعرفوا وجهاً لوجه على النظام ووحشيته حتى مع الأطفال والقصر، تحول الكثير منهم لثوار أو ناشطين مدنيين وإغاثيين، بعد أن كتموا سر من كتب تلك الجمل، التي تدعوا للثورة على الديكتاتور، فلم يبح أحد منهم بالسر رغم التهديد والوعيد بالويل والثبور إذا لم يعترفوا.

قصة مدرسة (عقلة الزهرة) هي واحدة من الكثيرة من القصص عن بدايات شرارة الثورة السورية، فيهي جميعها تؤكد الرغبة الشعبية العارمة بسلوك طريق الحرية وتقرير المصير، بعد عقود من العبودية والذل الذي ذاق مرارته الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

درعا.. فرض حظر تجوال في "جاسم" على خلفية اشتباكات بين مجموعات محلية

بعد ضغوط شعبية النظام يفرج عن رجل وابنه في درعا

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

حادثة جديدة من عمليات الاعتقال التعسفي على طريق الأوتوستراد الدولي بين دمشق ودرعا

في ظل الفلتان الأمني.. نحو 13 قتيلا في درعا خلال أسبوع

قوات النظام تعدم شاب من أبناء محافظة درعا بعد سنوات من اعتقاله في سجن صيدنايا العسكري