بلدي نيوز – طرطوس (ميار حيدر)
بعد أن أمرت القاعدة الروسية في حميميم مشايخ السلطة في نظام الأسد بالترويج الديني لما يسمى بـ"الفيلق الخامس" الذي شكلته موسكو من سوريين موالين للأسد، وألبسته الحلتين الوطنية والدينية، ها هي موسكو اليوم ترسل بواخرها البحرية الحربية المحملة بالأسلحة لتسليح هذا الفيلق ودفعه نحو قتل السوريين.
الصفحات الإعلامية الموالية للأسد في طرطوس، أكدت اليوم الأربعاء، وصول باخرة روسية إلى الموانئ في طرطوس، وهي محملة بكميات كبيرة من العربات والآليات وناقلات الجند، بالإضافة إلى كميات هائلة من الذخائر وأنواع عديدة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وأضافت الوسائل الإعلامية الموالية، أن الباخرة الروسية التي تحمل اسم "ألكسندر تكاشينكو"، تحمل بالإضافة إلى الأسلحة والمعدات العسكرية، عربات ناقلة للمواد النفطية، منوهة إلى إن قسما كبيرا من المعدات العسكرية القادمة هي مخصصة للتوزيع على قوات الفيلق الخامس الذي أعلنت موسكو والأسد عن تأسيسه قبل أسابيع.
قوات برية روسية قوامها موالين للأسد
العقيد "المنتصر بالله محمد" وهو ضابط منشق عن النظام السوري، قال لبلدي نيوز "الفيلق الخامس هو قوة عسكرية روسية على الأرض السورية، قوامه من الموالين للأسد، ولكن تبعيته وأوامره ستكون من قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، وهدف هذا التشكيل هو التخفيف من الخسائر البشرية لموسكو في سوريا".
وأضاف، "روسيا خسرت خلال الأشهر الفائتة أعداداً من المقاتلين والخبراء والضباط، واستمرار هذه الحالة سيؤجج الداخل الروسي ضد بوتين، الأمر الذي دفع الأخير إلى تشكيل هذه القوة، وإلباسها الطابع الديني المسلم على يد مشايخ الأسد، وإعطائها صفات وطنية عبر وزراء الأسد ومسؤوليه".
المعادلات الدولية
ورأى العقيد "محمد" بأن موسكو تريد الخروج من المأزق الدولي حيال سوريا، وخاصة في تعداد خسائرها العسكرية أمام الولايات المتحدة الأمريكية، ومع وجود الفيلق الخامس، سيكون الثمن رخيصاً، على حد وصفه، وأن مقتل سوريين موالين للأسد داخل هذا الفيلق لا يعني لموسكو أي شيء، وبالتالي حافظت على قواتها من المواجهات المباشرة، موكلة ذلك للموالين للأسد.
قبل أيام قليلة فقط، أقدم ضباط روس من قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، على عقد العديد من الاجتماعات مع محافظي الأسد في كلاً من "اللاذقية، طرطوس، حمص، السويداء، حماة" تطالبهم فيها بالترويج بكافة الأساليب لتجنيد الشباب في الفيلق الخامس الذي أسسته موسكو قبل قرابة شهر.
ليس هذا فحسب، بل إن من حضر الأوامر الروسية كبار ضباط الأسد، وغالبية زعماء ميليشيات الدفاع الوطني، وفي اجتماع اللاذقية الذي عقد يوم السبت الماضي، شهد حضور رسمي للعماد "فلاديمير بابوف" نائب رئيس هيئة الأركان الروسية.
في حين حث محافظ اللاذقية في حكومة الأسد "إبراهيم خضر السالم" كل الإدارات العامة والفعاليات الأهلية والدينية في المحافظة على ممارسة دورهم الفاعل في التعريف بآليات وأماكن وميزات الالتحاق بالفيلق الخامس، مبينا أن جميع المنتسبين للفيلق سيتمتعون بكل الامتيازات التي تتمتع بها قوات النظام، وأنه تم تحديد مكان التدريب في معسكر الطلائع في حي الرمل الجنوبي بعد تزويده بالعتاد والتجهيزات العسكرية المناسبة للبدء بعمليات التدريب.
إقحام الدين في الترويج للتجنيد!
وفي طرطوس شدد صفوان أبو سعدى، محافظ طرطوس في حكومة الأسد إلى أهمية الفعاليات الدينية والأهلية في الدعوة إلى الالتحاق بالفيلق الخامس الذي سيكون قوة لضرب الشعب السوري، الذي صاح يوماً وما زال "لا" لحكم آل الأسد.
أما مسؤول مديرية أوقاف طرطوس، الشيخ "محمد هلال" فبدأ بالحديث أهمية دور رجال الدين في دعوة الناس كي يكونوا صفا واحدا في قتال الشعب السوري "الإرهابي"، تنفيذاً لأوامر موسكو.
