يعد الهجوم الأخير الذي استهدف مدينة طرطوس الساحلية، والذي نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر في جيش النظام استمرارًا لسلسلة من الضربات التي يُعتقد أنها إسرائيلية وتستهدف مواقع في سوريا مرتبطة بإيران أو حلفائها. الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ كانت موجهة نحو طرطوس، حيث تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مشاهد القصف والانفجارات المتعددة، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من النظام أو الجيش الإسرائيلي حتى الآن.
اللافت في هذا الهجوم هو تزامنه مع القصف الإسرائيلي المستمر لمناطق في جنوب لبنان خلال اليومين الماضيين، والذي أدى إلى مقتل المئات. ويشير ذلك إلى تصعيد واضح في العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تقويض النفوذ الإيراني وتعطيل عمليات تهريب الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المتطورة التي تتولاها جماعات مثل حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني.
تقرير صحيفة "الوطن" الموالية للنظام أشار إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت ثلاث مسيرات، ما يؤكد أن الهجوم كان متعدد المحاور، وتضمن استخدام الطائرات المسيّرة، وهي تقنية اعتمدتها إسرائيل في العديد من هجماتها ضد أهداف داخل سوريا. سقوط إحدى المسيرات مع شظايا صاروخ فوق أحد المنازل بقرية اسقبولي دون وقوع إصابات، يعكس الطبيعة المعقدة والخطيرة لهذه الهجمات الجوية.
يأتي هذا التطور بعد أيام قليلة فقط من عملية إنزال جوي إسرائيلية استهدفت مركز البحوث العلمية في منطقة مصياف بريف حماة، وهي منشأة معروفة بتعاونها الوثيق مع إيران والحرس الثوري، مما أسفر عن مقتل 57 شخصًا وتدمير منشآت هامة. هذه الهجمات المتتالية تشير إلى أن إسرائيل كثفت من جهودها لمنع إيران من تعزيز نفوذها العسكري في سوريا، لا سيما في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية والبحر الأبيض المتوسط، التي تشكل تهديدًا مباشرًا على أمن إسرائيل.
تبرز هذه العمليات الإسرائيلية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع احتمالية تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وارتباطها بمحاولات إيران المستمرة لتوسيع دائرة نفوذها العسكري في المنطقة.