بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
بعد تدهور حالته الصحية إثر فشل عملية جراحية لاستئصال ورم دماغي، وبعد تضارب الأنباء حول وفاته منذ أكثر من شهر، نعى أبناء المفكر السوري العالمي صادق جلال العظم، والدهم، معلنين وفاته ليل أمس الأحد في منفاه بألمانيا.
ويعتبر المفكر والفيلسوف صادق العظم، أبرز وجه ثقافي سوري أعلن انتماءه للثورة ونافح عنها، وتبناها بسلميتها وعندما تسلحت، وجابه من يقول إنها تعتمد على الآخرين وتستقوي بهم، مدللاً على أن الثورات كلها في القرن العشرين اعتمدت على أصدقائها، ومبشراً بأن حكم آل الأسد آيل إلى الزوال لا محالة، فقد استهلكم الجميع ولم يعودوا ذوي نفع لا للإيرانيين ولا للروس ولا لأي طرف.
ونظراً لأهمية الرجل في المحافل الفكرية العالمية، فقد دأب الإعلام الموالي للقتلة على محاولة تحريف مواقفه من الثورة، وهو ما قالت عنه زوجة الفقيد: "ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لمحاولة اغتيال فكري".
وأضافت السيدة إيمان شاكر، زوجة العظم، في تصريح لصحيفة النهار اللبنانية قبل أسابيع، إن المواقف التي نسَبت إليه تغييراً في الموقف تجاه الثورة السورية لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فـ"ليأتوا لنا بشهود أو بنص... فليقولوا لنا من هم الأشخاص الذين تحدث إليهم عن هذه المسألة". وأكدت على ثبات العظم في مواقفه الجذرية المعارضة لنظام بشار الأسد.
وحول تبديل العظم مقاربته التي وصفها خصومه بالـ"الطائفية" للأحداث في سوريا، قالت زوجته: "نعم نظام بشار الأسد هو نظام طائفي وهذا رأي صادق الذي لا يتغيّر، فالطائفة السنية هي أكثر من وقع عليه الظلم".
والمفكر الراحل من مواليد دمشق عام 1934، أستاذ في الفلسفة الأوربية الحديثة، درّس في جامعات دمشق وبيروت والأردن والولايات المتحدة وألمانيا، وله عشرات المؤلفات المترجمة إلى اللغات العالمية في الفلسفة والدراسات الفكرية والاجتماعية، وهو الرئيس الفخري لرابطة الكتّاب السوريين المعارضة.