بلدي نيوز – (خالد وليد)
نشرت صحيفة "غازيتا "الروسية، تحليلاً لضابط روسي حول أسباب فشل جيش النظام، وعدم قدرته على تحقيق أي نصر في سوريا، حيث صدر هذا التحليل من قبل ضابط متقاعد في الجيش الروسي، شرح فيه وضع جيش النظام ومدى تعاسته، وشرح أسباب عدم قدرته على القتال، وأن جنود النظام يتفادون المعارك بكل ما يستطيعون، وأنهم فعلياً لا يقاتلون، التقرير الذي علق عليه (لواء) روسي لا يزال في الخدمة بتأكيد كل ما فيه، وأن "الوضع أسوأ" على حد تعبيره.
يقول الكاتب (ميخائيل خودورنكوف) موضحاً وضع جيش النظام "بينما تقاتل الميليشيات الأجنبية بدل جيش النظام، نشاهد جنوده على الحواجز ونقاط التفتيش، لا يفعلون شيئاً سوى جمع الأموال وأخذ الرشاوى، الأمر الذي يتحول إلى مشهد معتاد يوماً بعد يوم، وفيما يزداد القلق حول الوضع الميداني تتداعى القوى الجوية للأسد التي وصل بها الأمر لاستخدام قنابل مصنعة محلياً، في حين يحفر جنود النظام الخنادق خشية من الأنفاق التي يحفرها الثوار".
السيطرة على حلب
يتابع (خودورنكوف) بقوله "قد يسيطر النظام قريباً على حلب، لكن لا يعني هذا أنه سيجلب نهاية قريبة للحرب في سوريا، ففي حروب الشرق الأوسط لا تستطيع هزيمة عدوك بمجرد رفع رايتك فوق أحد الأبنية الرئيسية، ليستسلم بشكل غير مشروط" (دلالة على السيطرة على المنطقة والمراكز السيادية).
كذلك لا يمكن معرفة من ينتصر في الحرب في سوريا فعلياً، فلايزال بشار الأسد فاقداً للسيطرة على نصف البلاد، وقسم مهم من المدن والبلدات الرئيسية في سوريا، حيث سببت الحرب خسائر بشرية كارثية، قرابة 300 ألف قتيل ومليون جريح (يعلق الكاتب على هذه الجزئية بقوله لا يمكن الحصول على أرقام أدق).
مهزوم دائماً
يؤكد الكاتب أن الطرف الذي يقاتل ضد الثوار عادة هم عناصر الميليشيات السورية، والميليشيات الأجنبية المتعددة من ميليشيات إيرانية وأفغانية وميليشيا حزب الله، إضافة "للمرتزقة الأجانب" الذين يقصد بهم الجنود الروس المرتزقة، وأن نظام الأسد لم يحرز أي نصر خلال السنوات الماضية، وحتى خلال تاريخه كله.
يشرح الكاتب مستوى للفشل الاستراتيجي والتكتيكي والنفسي لجيش النظام، بقوله "جنرالات النظام ليس لديهم أي خطط عسكرية أو استراتيجية متوسطة أو قصير المدى حتى، وليس لديهم أي أيمان أن جيش النظام بدون دعم دولي يستطيع استعادة السيطرة على البلاد".
ويتابع "كذلك ليس لدى الضباط والجنود بمختلف رتبهم أي ولاء (للوطن) الأمر الذي يدعمه عدم وجود أي نصر في تاريخ جيش النظام، والذي تلقى هزائم متواصلة ومذلة منذ 1948".
حرب بلا نهاية
أحد أسباب هروب عناصر النظام من المعارك وتجنبها برأي الكاتب هو عدم رؤيتهم نهاية قريبة للحرب، فحسب قول الكاتب "لا يرى عناصر النظام وضباطه نهاية قريبة للحرب، فالمجندون منهم لا يعرف متى سيسرحون، ولا يعطيهم جيش النظام أي فوائد حقيقية تدعمهم ولا يوجد أي مكافئات حقيقية، حتى الطعام لا يعد ملائماً، ولا يوجد أي فوائد لعناصر الجيش وعائلاتهم".
الأمر الذي يزيد الوضع سوءاً حسب رأي الكاتب "أن النظام غير قادر على إصلاح الوضع حتى لو أراد، فليس لديه موارد مالية مستقرة والزراعة والصناعة والانتاج مدمر تماماً".
كذلك يسرد الكاتب أسباباً إضافية لفشل جيش النظام وعلى رأسها انخفاض الجاهزية القتالية لوحداته، والنقص الشديد في العناصر، والتي لا تتجاوز 50% من الحجم المطلوب في الكثير من الحالات، الأمر الذي لا يسمح لها بالدخول في معارك حقيقية، وأن المجندين لم يسرحوا منذ 2011.
حيث يرجع الكاتب نقص عناصر النظام إلى عدد من الأسباب، أحدها انضمام الشبان في عمر التجنيد لفصائل الثوار، أو حتى الميليشيات الأخرى المختلفة الموالية للنظام والتي لا تقاتل فعلياً، وهروب العديد منهم إلى مناطق خارج سيطرة النظام، أو لجوئهم إلى دول أوروبا.
ألفا حاجز ونقطة تفتيش!
يشير الكاتب إلى أن قرابة نصف جيش النظام موجود فعلياً على الحواجز ونقاط التفتيش في مناطق سيطرته، والتي يتجاوز عددها الألفي نقطة وحاجز، تتميز بالتحصين الشديد في معظمها، والتي لا يفعل عناصر النظام شيئا فيها سوى قبض الرشاوى من المدنيين.
حيث يعبر هذا الرقم الكبير على القبضة الأمنية المرعبة التي يمسك بها النظام مراكز سيطرته، فهو يخشى من المدنيين بشكل كبير، ويستخدم الجنود هذه الحواجز للابتعاد عن خطوط القتال التي يملأ مكانهم فيها عناصر الميليشيات الشيعية والإيرانية، والتي تقاتل مكانهم بينما يستمرون هم بالهرب من مواجهة الثوار.
مجمل التحليل المطول الذي نشر، يعبر عن احتقار الجيش الروسي بضباطه وعناصره لجيش النظام، وبخاصة بعد الانهيار المختلف الأوجه الذي يعاني منه هذا الجيش، والذي علق عليه كاتب التحليل بأن "حل جيش النظام وتشكيل جيش بديل، سيكون أسهل بكثير من إصلاح هذا الجيش".