بلدي نيوز : دمشق (ميار حيدر)
ضمن مساعيه الحثيثة للتضيق على المدنيين في المناطق المحررة، يحاول النظام السوري حصار الأهالي وإخضاعهم وفق سياسة "الجوع أو الركوع"، حيث تحاصر قواته بلدة الهامة على تخوم العاصمة دمشق، وتمعن في منع الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية عن آلاف المدنيين في البلدة.
الناشط الإعلامي "عامر بيرقدار" من بلدة الهامة، نقل لبلدي نيوز مأساة الأهالي في تأمين قوت يومهم، وعلاج المرضى منهم في ظل اقتراب المشفى الوحيد في البلدة من الخروج عن الخدمة، بسبب تدهور الوضع الطبي وصعوبة تأمين الدواء.
يقول "بيرقدار": "لدينا الكثير من قصص المعاناة، والتي نقوم نحن بأدوار البطولة فيها بعيداً عن الإعلام، من المستحيل بالنسبة (لأبو فادي) وهو أب لثلاثة أطفال، وأحد المدنيين اللاجئين من الغوطة الشرقية إلى الهامة، تأمين قوت أطفاله أو إسكات جوعهم، فيقوم بجمع فتات الخبز اليابس من الطرقات، والاحتفاظ ببعض المواد الغذائية التي يحصل عليها من الفلاحين كالكوسا أو البازلاء، إلى أن تعادل تلك مواد وجبة غذائية، يطهوها لأطفاله لاحقاً إن وجد حطباً لذلك".
وتابع: "يفرضون على كل سيارة محملة بالخضراوات قادمة إلى بلدة الهامة، إتاوات باهظة، تقدر بمبلغ 200 ألف سوري على السيارة الواحدة، أي قرابة 400 دولار أميركي، وهذا يعني أن الأسعار قد ارتفعت ضعف ما هي عليه في مدينة دمشق".
ونقل "بيرقدار" عن مدير التواصل الإعلامي لمشفى السلام الوحيد في بلدة الهامة "خالد الحمصي" تنبيهه لخطر خروج مشفى السلام الذي يعد من أوائل المراكز الطبية العاملة في الهامة، والوحيد حالياً، عن العمل ومساعدة المرضى المحاصرين، وذلك بسبب النقص الكبير في المستلزمات والأجهزة الطبية، حيث أصدرت إدارة المشفى نداء استغاثة موجها إلى جميع المنظمات الإنسانية والطبية، توضح خلاله الوضع الطبي المتدهور، بعد استنفاد كامل المستلزمات الطبية التي تحول دون خروج المشفى عن الخدمة.
وجاء في البيان الممهور باسم مدير المشفى الدكتور "خالد عبدو": "قدمت مشفى السلام خدماتها لما يزيد عن 150 ألف مريض منذ عام 2014 وحتى اليوم، ولم تتلق المشفى أي دعم تشغيلي منذ بداية 2016."