بلدي نيوز - حلب (عبد القادر محمد)
شهد الشمال السوري خلال الأيام الماضية، من شهر شباط/فبراير، ارتفاعا ملحوظا في أسعار مواد البناء، وارتفعت في معظمها إلى نسبة تُقدر بـ 25 بالمئة.
وقال مراسل بلدي نيوز، إن ارتفاعا ملحوظا طرأ على أسعار الحديد المبروم والإسمنت خلال اليومين الماضيين، حيث ارتفع الطن الواحد من الإسمنت بنسبة 25 بالمئة، والحديد بنسبة 20 بالمئة، في ظل طلب متزايد عليهما، من قبل متضرري الزلزال الذين تهدمت منازلهم ومن تعرضت لضرر جزئي.
ونقل مراسلنا على لسان الشاب "حسان بكور" وهو تاجر إسمنت وحديد، قوله إن "سعر طن الحديد أصبح 725 دولار أمريكي، بعد أن كان بـ 625 دولار، كما أصبح سعر طن الإسمنت بـ120 دولار، بعد أن كان بـ 90 دولار".
وعلّل "بكور" سبب الغلاء بالطلب الكبير على المادتين، بإعتبارهما أساسيتين في الإعمار، حيث أن تركيا بدأت بشراء كميات هائلة من السوق، لأجل إعادة بناء ماخلفه الزلزال.
وأشار بكور إلى أن ارتفاع سعر الإسمنت سينعكس سلبا على الكثير من مواد البناء، مثل البلوك والبلاط وتكلفة الباتون، لكن الناس مضطرة لشرائه لأن منازلها تدمرت.
يذكر بأن دماراً واسعاً لحق بمئات المباني شمال غرب سوريا، جراء الزلزال، مازاد من معاناة الناس في تكلفة البناء والترميم لسوء أوضاعهم المعيشية.
ويؤكد تقرير صادر عن فريق منسقو استجابة سوريا، أن أعداد المنازل المدمرة جرّاء الزلزال بلغت 1,314 منزل، مع وجود منازل غير صالحة للسكن، وبحاجة إلى الهدم عددها 14,128 منزل، في حين سجل ظهور التصدعات في 10,833 منزل آخر.
ورصد التقرير أضرارا ضمن 293 منشأة تعليمية في المنطقة (اضرار جزئية وأضرار متوسطة)، وأضرار ضمن 48 منشأة طبية، وأضرارا ضمن 27 من مكاتب المنظمات، إضافة إلى أضرار ضمن منشآت أخرى "أسواق، وحدات سكنية، مساجد..." في 77 منشأة.
وذكر أنه سجلت أضرار ضمن الطرقات الرئيسية والفرعية في المنطقة قدرت بما يقارب 117 كم حتى الآن، في حين يوجد مناطق أخرى لم يتم الوصول إليها بسبب الأنقاض، وإغلاق بعض الطرقات الأخرى.
وأوضح أن عدد المتضررين وصل حتى الآن إلى 965,833 نسمة، ومن المتوقع ازدياد أعداد المتضررين إلى 1.3 مليون نسمة، نتيجة الزيادة الهائلة في أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية الطارئة.
وأشار إلى أن الخسائر المادية الأولية حتى الآن مع إجراء الحسابات الأولية تقدر بقيمة 356 مليون دولار أمريكي، وتزداد الأرقام في حال الحسابات الدقيقة، وإكمال إحصاء الأضرار المادية في المنطقة.
وتوقع الفريق تعافي المنطقة بنسبة 60 بالمئة بعد ثلاثة سنوات، من الكارثة الأخيرة، وتحتاج إلى 5 سنوات للعودة إلى الوضع الذي كانت عليه ماقبل الكارثة.
