بلدي نيوز - (أمين محمد)
قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، إن أرواح السوريين "تزهق بالمئات أمام صمت دولي مريب"، مشيرا في رسالة للأمم المتحدة إلى أن الشعب السوري يتعرض لحملة ابادة، في الوقت الذي حمّل الائتلاف الوطني السوري التحالف الدولي كامل المسؤولية عن المجازر التي تُرتكب بحق السوريين في مدينة منبج.
وأشار رياض حجاب في رسالة له إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه "لم يعان شعب من الاضطهاد والقتل الممنهج مثلما تعرض، ويتعرض له الشعب السوري من قبل قوات النظام والمتحالفين معه من روسيا وإيران والمليشيا الطائفية العابرة للحدود علاوة على داعش"، وفق نص الرسالة التي وزعت الثلاثاء على وسائل الإعلام.
واسترعى حجاب انتباه الأمم المتحدة إلى ما "يجري في مدينة منبج من قتل للمدنيين بشكل غير مسبوق"، مشيرا إلى استشهاد مئات من المدنيين "جلهم من الأطفال والنساء، وعائلات بكاملها دفنت تحت الأنقاض نتيجة لقصف طائرات التحالف الدولي لهذه المنطقة"، لافتا إلى أن الأرقام "مرشحة لأن تزيد".
وأضاف حجاب "يأتي ذلك استكمالاً لما تفعله بما يسمى قوات سوريا الديمقراطية". وجدد حجاب رفض المعارضة السورية "القاطع" لتنظيم "الدولة الإسلامية" و"مثيلاتها"، مؤكدا موقف المعارضة الثابت لمحاربة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وعزمها على أن "تكون في مقدمة من يحاربون هذا الإرهاب"، مضيفا "لكن أرواح المدنيين السوريين تزهق بالمئات أمام صمت دولي مريب، ودون استراتيجية واضحة وعملية للقضاء على هذا الإرهاب، واجتثاث أصله ومنبعه الأساسي الذي يتمثل بنظام الأسد والمتحالفين معه".
ودعا حجاب الأمين العام للأمم المتحدة لاستخدام مساعيه "لتفعيل مبدأ حماية المدنيين"، مشيرا إلى أن "الشعب السوري بأمس الحاجة للحماية أمام هذه الحملة الممنهجة للإبادة التي يتعرض لها".
وارتكب طيران التحالف الدولي على مدى يومين مجازر في مدينة منبج أدت الى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين في منبج المحاصرة وريفها من قبل ما يُسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكّل مقاتلون أكراد ثقلها الأساسي.
من جانبه، حمّل الائتلاف الوطني السوري التحالف الدولي المسؤولية القانونية والإنسانية عن هذه المجازر، مشيرا في بيان صدر الثلاثاء إلى أنها "جريمة قتل وحشية"، مطالباً بوقف القصف على القرى والمدن والمناطق السكنية، وإجراء تحقيق في الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وكل من تهاون في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين وتجنب استهدافهم، مشدداً على أن تكون حماية المدنيين السوريين أساساً لأي عملية تستهدف النظام المجرم والتنظيمات الإرهابية، وفق البيان.
وأشار الائتلاف إلى أن "محاربة الإرهاب لا تكون من خلال استهداف المدنيين بشكل همجي، ولا تسوّغ استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال، خاصة وأن هذه المجزرة ليست الأولى، وأن التحالف لم يجر تحقيقات بخصوص الحالات السابقة".
وأكد الائتلاف أن هيئته الرئاسية ستعقد اجتماعا "طارئا خلال الساعات القادمة" لـ"النظر في الإجراءات المناسبة للتعامل مع هذا الانتهاك الفاضح لاتفاقية جنيف الرابعة حول حماية المدنيين في وقت الحرب، بالإضافة لكونها مخالفة صريحة لكل ما تم الإعلان عنه من قبل الطرفين الأمريكي والروسي حول حماية المدنيين في سورية"، وفق البيان.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري الوطني عقاب يحيى إن هذا التناوب على قتل السوريين "لا يخدم إلا القوى الظلامية في سورية كنظام الأسد، والميليشيات المقاتلة إلى جانبه، وداعش والقاعدة والـ PYD
وأشار إلى إن الأيام "تمضي، وما زال القتل مستمراً بحق الشعب السوري منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية دون توقف وأمام نظر العالم أجمع".