بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
قالت مؤسسة "الدفاع المدني السوري"، في بيان لها أمس الأربعاء 29 من كانون الأول/ديسمبر، إنه على الرغم من خضوع شمال غربي سوريا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار/مارس عام 2020، إلا أن تصعيد نظام الأسد والقوات الروسية لم يتوقف وارتفع بشكل واضح مع هجمات ممنهجة على المشافي والمرافق الحيوية ومراكز الدفاع المدني السوري، في سياسة شبيهة بما كان يجري خلال 10 سنوات مضت وإن كانت الهجمات أخفض نسبيا ولا يمكن توصيفها بأنها حملات عسكرية.
واستجاب متطوعو المؤسسة خلال عام 2021 لأكثر من 1300 هجوم من قبل النظام وروسيا تم فيها استخدام أكثر من 7000 ذخيرة متنوعة، منها أكثر من 145 طلعة جوية جميعها روسية تم فيها شن أكثر من 400 غارة جوية، و1000 هجوم بالقذائف المدفعية تم فيها إطلاق أكثر من 5650 قذيفة، و123 هجوما صاروخيا تم فيها إطلاق أكثر من 700 صاروخ، منها 43 هجمات بصواريخ أرض ـ أرض، منها اثنان محملان بقنابل عنقودية، إضافة لـ 34 هجوما بالصواريخ الموجهة تم فيها إطلاق أكثر من 40 صاروخا، فيما كانت الطائرات المسيرة حاضرة، واستجاب الدفاع المدني السوري لـ 8 هجمات بالطائرات المسيرة، والمئات من الهجمات بأسلحة أخرى متنوعة.
ووثق المؤسسة خلال عام 2021 مقتل 225 شخصا من بينهم 65 طفلا و38 امرأة نتيجة لتلك الهجمات التي شنها الطيران الروسي وقوات النظام واستجابت لها فرق الدفاع المدني السوري فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 618 شخصا أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 151 طفلا.
التوزع الجغرافي للهجمات والمرافق المستهدفة
تركزت معظم هجمات النظام وروسيا التي استجاب لها "الدفاع المدني السوري" خلال العام الحالي على المناطق الجنوبية في ريف إدلب وجبل الزاوية ومنطقة أريحا وريف إدلب الشرقي، فيما امتد القصف باتجاه الغرب ليصل إلى مناطق سهل الغاب في ريف حماة، ومناطق الساحل بدرجة أقل في ريف اللاذقية، بالإضافة إلى عدد من الهجمات التي استهدفت عدة مناطق في ريف حلب الغربي، واستجابت فرقنا لهجمات استهدفت 169 مدينة وبلدة مختلفة في شمال غربي سوريا.
واستهدفت تلك الهجمات بشكل عام منازل المدنيين والحقول الزراعية، فيما لم يتوقف استهداف المدارس، والمشافي، والمرافق الحيوية، واستجابت فرق الدفاع المدني السوري، لأكثر من 490 هجوما على منازل المدنيين، وأكثر من 620 هجوما على حقول زراعية، و4 هجمات على مدارس ومنشآت تعليمية، و8 هجمات على أسواق شعبية، و4 هجمات على مشافي ونقاط طبية، و4 هجمات على مراكز الدفاع المدني السوري، و4 هجمات على مخيمات تؤوي مهجرين، وهجومان على مدارس، ومئات الهجمات الأخرى التي استهدفت معامل ومنشآت تجارية ومحطات وقود وأبنية عامة وطرقات.
قذائف كراسنوبول
وتستخدم قوات النظام وروسيا أسلحة متطورة وذات دقة عالية في استهداف المدنيين وفرق الدفاع المدني السوري، وهي قذائف مدفعية موجهة بالليزر من نوع ( كراسنوبول) ، وهذا ما يؤكد أن القصف ممنهج بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، حيث وثقت فرقنا استخدام هذا النوع بأغلب الهجمات المدفعية مرافق حيوية ومنازل المدنيين، ومن بين المنشآت المستهدفة بقذائف كراسنوبول مشفى الأتارب في 21 آذار الماضي ومعبر باب الهوى، وفي قرية إبلين في 10 حزيران الماضي، ونقطة مرعيان الطبية في 8 أيلول، وباستهداف مركز الدفاع المدني السوري في قرية قسطون غربي حماة، و منازل المدنيين في جبل الزاوية وأريحا، كما أن أغلب المجازر حصلت باستخدام هذا النوع من القذائف.
التفجيرات والعبوات الناسفة
خلال 2021 لم تتوقف الانفجارات المجهولة والتفجيرات الإرهابية في شمال غرب سوريا، حيث استجابت الفرق خلال العام لأكثر من 177 انفجارا مجهولا وانفجارا لسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، تسببت تلك الانفجارات بمقتل أكثر من 91 شخصا، من بينهم 15 طفلا و7 نساء، وأدت لإصابة أكثر من 300 شخص آخرين من بينهم 55 طفلا، وتركز العدد الأكبر من الانفجارات والعبوات الناسفة في ريفي حلب الشمالي والشرقي التي نزحت إليها أعداد كبيرة من المدنيين ما تسبب بارتفاع نسبي لعدد الضحايا.
فرق الدفاع المدني السوري هدف لهجمات النظام وروسيا
وفي سياسة ممنهجة ومتعمدة، صعّد نظام الأسد وحليفه الروسي خلال العام الحالي استهدافهم لفرق الدفاع المدني السوري ومراكزه، ما أدى لاستشهاد 3 متطوعين وإصابة 19 آخرين جراء هجمات استهدفت فرق ومراكز الدفاع المدني السوري، حيث تم توثيق 4 هجمات استهدفت 4 مراكز للدفاع المدني السوري بالإضافة إلى 11 هجوما استهدف الفرق أثناء إنقاذهم الأرواح.
وتأتي هذه الهجمات بهدف حرمان المدنيين من خدمات الدفاع المدني السوري وتهجير المدنيين من مدنهم وقراهم، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف.