بلدي نيوز
أكّد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، تعرض منطقة شمال غربي سوريا لعشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة الملغمة، خلال الثلث الأول من العام الحالي، ما أدى إلى مقتل وجرح العديد من المدنيين.
ومنذ بداية العام الحالي وحتى 30 نيسان الماضي، استجاب الدفاع المدني لـ41 هجوماً بطائرات ملغمة استهدفت بيئات مدنية في منطقة شمال غربي سوريا.
وتنطلق هذه الهجمات من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، وتستهدف بشكل رئيسي القرى القريبة من الخطوط الأمامية في أرياف حماة وإدلب وحلب. وبشكل متزايد، ترتفع وتيرة هذه الهجمات وتصل لمسافات أكبر، حيث وثق الدفاع المدني وصول هذه الهجمات في إحدى الحالات إلى مسافة 9 كيلومترات من الخطوط الأمامية.
ويؤكد الدفاع المدني في تقرير مطول أن نصف الهجمات التي رصدها استهدفت سيارات مدنية أو دراجات نارية، موضحاً أن الهجمات التي استجابت لها فرقه أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 18 آخرين، من بينهم امرأة وأربعة أطفال.
وأوضح التقرير أن فرق الدفاع المدني استجابت لعشر هجمات في شباط، وارتفع العدد إلى 17 هجوماً في آذار، بينما وثقت 13 هجوماً في نيسان. كما رصدت في العديد من الهجمات استخدام طائرات مسيرة متعددة في هجوم واحد، حيث يصل الأمر إلى استخدام ست طائرات مسيرة انتحارية في هجوم واحد.
ووثق الدفاع المدني هجمات مباشرة استهدفت المدنيين وتركت آثاراً خطيرة على سبل عيش السكان، ومنعتهم من الوصول لأراضيهم الزراعية واستثمارها، مؤكداً أن انعكاس ذلك على الأمن الغذائي في المنطقة وعلى قدرة السكان على الصمود.
وأضاف: "لا يقتصر تأثير هذه الهجمات على الخسائر المباشرة في الأرواح والأضرار التي تلحق بالممتلكات، إذ إن استهداف المناطق المدنية والقرى والبلدات والمزارع والمناطق الزراعية يهدد سبل عيش السكان ودخل آلاف الأسر. كما تؤدي التهديدات الجديدة، مثل الطائرات المسيرة الانتحارية، إلى تفاقم الصدمة النفسية ومعاناة السكان المدنيين".
قال التقرير إن الهجمات استهدفت 21 قرية في أرياف إدلب وحلب وحماة، وعرضت ما يقارب من 70 ألف مدني للخطر، منهم 22 ألف نازح.
وشهد سهل الغاب بريف حماة (20 هجوماً): حيث شهدت هذه المنطقة القريبة من الخطوط الأمامية أكبر عدد من الهجمات، وشملت القرى المستهدفة: الزقوم، والحميدية، والمنصورة، وقرقور، وقسطون، وتل واسط، وقليدين، وخربة الناقوس، والقاهرة، والمشيك، والزيارة.
ريف إدلب (13 هجوماً): تم استهداف القرى التالية: بنين، سرجة، شنان، كنصفرة، صفيات، فريكة، والشيخ سنديان.
ريف حلب (8 هجمات): استهدفت الهجمات الأبزمو وكفرنوران ودارة عزة.
واستهدفت غالبية الهجمات الطرق (17 هجوماً)، بما في ذلك استهداف راكبي الدراجات النارية والمركبات على الطرقات. كما استهدفت ثمان هجمات حقولاً زراعية، و13 هجوماً استهدفت منازل مدنية، واستهدف هجوم واحد كلاً من سوق شعبي، ومتجر، ومسطح مائي.
سلط الدفاع المدني الضوء على عدد من الأمثلة على هجمات الطائرات الملغمة التي تسببت في خسائر في صفوف المدنيين، وذكر منها:
استهدف هجوم انتحاري بطائرة مسيرة انطلق من مناطق سيطرة قوات النظام في 22 شباط دراجة نارية تقل رجلاً وطفليه، ما أدى إلى إصابتهم.
استهدف هجوم انتحاري بطائرة مسيرة من مناطق سيطرة قوات النظام، في 7 آذار راعياً للأغنام على أطراف مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتله.- استهدف هجوم انتحاري بطائرة مسيرة من مناطق سيطرة قوات النظام، في 11 آذار جراراً زراعياً في بلدة كفر نوران بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل سائقه.
استهدف هجوم انتحاري بطائرة مسيرة من مناطق سيطرة قوات النظام، في 16 نيسان، سيارة في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين من عائلة واحدة.
وشدد الدفاع المدني على أن إدخال الطائرات الملغمة في شمال غربي سوريا كتكتيك جديد في الهجمات يستدعي اهتماماً دولياً "بسبب النمط التاريخي للهجمات المتعمدة على المدنيين من قبل النظام، وتتمتع الطائرات المسيرة بالقدرة على شن هجمات بدقة متزايدة بسبب المستوى العالي من التحكم في اتجاه وهدف حمولتها، إضافة إلى أن استخدام النظام للأسلحة التي توفر دقة متزايدة في الاستهداف لم يؤد إلى انخفاض في عدد الضحايا المدنيين أو في تدمير البنية التحتية المدنية".