بلدي نيوز – حلب (زياد الحلبي)
مع استمرار تقدم قوات النظام والميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية المساندة له على جبهة منطقة الملاح، ومحاولتها الوصول لطريق الكاستيلو شريان حلب، والطريق الوحيد الذي يصل أحياء مدينة حلب بريفها، وإطباق الحصار على المدينة التي تحوي 400 ألف مدني.
يعيش السكان داخل مدينة حلب في وضع إنساني صعب، بسبب فقدان المواد الغذائية والخضروات والمحروقات من أسواق المدينة، بسبب رصد الطريق نارياً منذ ثلاثة أشهر من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة له، وتصعيد القصف بمختلف أنواع الأسلحة وبشكل جنوني.
مع ارتفاع شديد للأسعار بشكل عام لضعف أو ضعفين، رغم أن الطريق وبشكل فعلي لم يمضِ سوى يومين على إعلان إغلاقه من قبل الفصائل العسكرية، بسبب تكثيف قوات النظام من قصفها عليه.
أحمد نجار صاحب محل لبيع المواد الغذائية، شرح الوضع لبلدي نيوز قائلاً: "لم نكن نضع في الحسبان أن تصل الميليشيات إلى لطريق الكاستيلو، وقطعه، الموضوع حدث بشكل مفاجئ، كما أننا لم نخزن أي مواد غذائية تحسباً للحصار أو انقطاع المواد الغذائية لعدة أيام".
وتابع "الغريب في الأمر أن بعض التجار ممن لديهم مخازن للمواد غذائية، رفعوا الأسعار وبشكل مفاجئ، حتى وصلت إلى ضعف أو ضعفين حسب نوعية المنتج، بحجة انقطاع الطريق، كما أن المدنيين وخوفاً من الحصار الذي يهدد مدينة حلب، ذهبوا للأسواق واشتروا كل ما فيها".
رامي زين أحد تجار المحروقات في مدينة حلب، قال لبلدي نيوز "لم يمضِ سوى يومين على قطع الطريق، حتى ارتفع سعر برميل المازوت للضعف، كما ارتفع سعر أسطوانة الغاز إلى 14 ألف ليرة سورية، بعدما كان سعر الأسطوانة الواحدة ستة ألاف أي ارتفع سعرها ضعفاً ونصف".
وأضاف "غلاء الأسعار لم يأتِ بسبب فقدان المحروقات، وإنما بسبب احتكار التجار لها، كون العدد الأكبر يخزن مئات براميل المحروقات قبل بدء الحملة على منطقة الملاح منذ ثلاثة أشهر، وينتظر الفرصة ليبيع البراميل في هذه الأوقات، ليستغل حاجة الناس ويفرض السعر الذي يريد، باختصار نحن من نخلق الأزمات بأيدينا، عندما نرضى أن نشتري حاجاتنا من محتكرين".
وبحجة انقطاع الطحين رفعت أسعار ربطات الخبز، أو خفض عدد الأرغفة فيها، أحمد رستم بائع خبز يقول لبلدي نيوز "لم يرتفع سعر ربطة الخبر بعد، ولكن خفضت الأفران عدد أرغفة الخبز، كل مخبز وفق ما يناسبه رغم وجود رقابة على المخابز، بل وأغلبها تستلم الطحين بالمجان، ومجبرة أن توزع الخبر بالمجان للمدنيين في المناطق المحررة، وتأكيدا لكلامي كيس الطحين عندما يدخل الحدود يكون مكتوباً عليه يوزع مجاناً".
الجدير بالذكر بأن الفصائل العسكرية في حلب المحررة كانت يوم أمس الجمعة، أصدرت بياناً، تتعهد فيه المحتكرين بعقوبات قاسية في ظل الظروف التي تمر بها مدينة حلب".
البيان دعا المواطنين إلى التبليغ عن الحوادث المشابهة، وأن مكاتب الفصائل الأمنية مفتوحة لتلقي أي شكوى ومعاقبة المحتكرين".