تشهد الأسواق في مناطق سيطرة النظام مع بداية الموسم الشتوي ارتفاعاً كبيراً في أسعار الملابس، مما أثار استياء المستهلكين في العاصمة دمشق، حيث أصبح التسوق لمستلزمات الشتاء تحدياً يثقل كاهل المواطنين. على الرغم من تأخر عرض التشكيلات الشتوية بسبب الظروف الجوية، إلا أن الأسعار المرتفعة تشكل العقبة الأكبر أمام القدرة الشرائية للمستهلكين، لدرجة أن بعض المحال التجارية لجأت إلى إخفاء الأسعار، تجنباً لصدمة الزبائن.
في سوق الطلياني بدمشق، عُرض تيور نسائي بسعر يصل إلى 550 ألف ليرة سورية، وبعد مفاوضات تم تخفيض السعر إلى 500 ألف ليرة، وهو سعر لا يزال يفوق قدرة الكثيرين. وعلى نفس الوتيرة، ارتفعت أسعار البنطال الجينز المصنوع من القماش الأجنبي إلى 350 ألف ليرة، بينما تبلغ أسعار البلوزات النسائية نفس المبلغ، في حين تتراوح أسعار البيجامات الشتوية بين 500 ألف و750 ألف ليرة.
الأمر لم يتوقف عند ملابس الكبار فقط، بل شمل أيضاً ملابس الأطفال، حيث تسجل أسعار القطع الأساسية ارتفاعات كبيرة، إذ تبدأ من 280 ألف ليرة، بينما يصل سعر الفستان لعمر ثلاث سنوات إلى 350 ألف ليرة. أما بالنسبة للماركات المعروفة، فقد تجاوزت أسعارها تلك الأرقام بكثير. وتتراوح أسعار البنطال الجينز الولادي بين 170 ألف ليرة و250 ألف ليرة.
فيما يتعلق بالجاكيتات الشتوية، ورغم التريث في طرحها بالأسواق، فإن الأسعار في معرض الجلديات بالجملة بلغت نحو 500 ألف ليرة سورية، ومن المتوقع أن تتجاوز في الأسواق المفرقة حاجز المليون ليرة.
هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار تأتي في وقت يعاني فيه المواطن السوري من أزمات اقتصادية خانقة، حيث ارتفعت أسعار الملابس بنحو 30% مقارنةً بالموسم السابق. ولعل التأثير الأكبر يقع على كبار السن والمتقاعدين، إذ أصبح راتب التقاعد لا يكفي حتى لشراء بيجامة شتوية، ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المجتمع السوري في ظل ارتفاعات الأسعار غير المسبوقة
