بلدي نيوز – درعا (محمد أنس)
باتت الحرب بين "جيش خالد بن الوليد" المتهم بمبايعة تنظيم "الدولة" في ريف درعا، والجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، حرباً مصيرية وإن فترت جبهاتها أحياناً ونشطت أحياناً أخرى، ففي المعارك الأخيرة نجح الجيش الحر في حصار التنظيم بشكل شبه كامل، ضمن البلدات والمناطق الوعرة التي يسيطر عليها في حوض اليرموك، إلا أنه فشل في دخول مناطق التنظيم، ليعود الأخير إلى سياسة الاغتيالات و الهجمات مجدداً، ضد مواقع وشخصيات في الجيش الحر.
الصحفي السوري "عبد الحي الأحمد" يرى أن انحسار معارك الجيش الحر ضد تنظيم الدولة في الآونة الأخيرة في منطقة حوض اليرموك، عقب أشهر من القتال مع فصائل الجبهة الجنوبية، تسبب بانعكاسات أمنية على المناطق الخاضعة لسيطرتها.
فقد لجأ التنظيم بحسب "الأحمد" إلى زعزعة وضع أكثر من منطقة بمحافظة درعا، منفذاً خلال شهر رمضان فقط سبع عمليات، أحبطت إحداها في بلدة نصيب، وكشفت الخلايا المنفذة لأخرى نفذت في مدينة نوى، وعملية اغتيال في مدينة الحارة.
فيما نجحت ثلاث عمليات هي تفجير مستودع للسلاح الثقيل، تابع لجيش الأبابيل في مدينة جاسم، وكذلك تفجير عبوة أثناء تفكيكها في مسجد بذات المدينة، فيما ألقي القبض على خلية نفذت هجوماً على حاجز لجيش اليرموك يوم الخميس الفائت.
وأضاف الصحفي المعارض، أخر العمليات كانت استهداف اجتماع لقادة الفصائل الثورية في مدينة انخل، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص من بينهم امرأة وطفل.
ويرى "الأحمد" أن هدف العمليات السبع الأخيرة بلا شك، هو زعزعة الوضع الأمني في مناطق سيطرة الجيش الحر، وتنم عن ضغط شديد يتعرض له التنظيم في مناطق سيطرته، خصوصاً بعد إلقاء القبض على واحدة من خلاياه، والتي كشفت أحد الطرق التي يستخدمها مقاتلو التنظيم للخروج من حوض اليرموك.
توقف العمليات العسكرية الرئيسية وتحول التنظيم لاعتماد الهجمات الفردية والعمليات الأمنية، يشيران إلى أن التنظيم انتقل إلى استراتيجية جديدة، تعتمد على النفس الطويل في الحرب، وتفادي من المواجهة العسكرية المباشرة، بغية استنزافها ضمن حرب استنزاف لا يبدو أنها ستنتهي قريباً.