بلدي نيوز - إدلب (محمد خضير)
يتواصل عدوان النظام وحليفه الروسي على محافظة إدلب وريف حماة وريف حلب الغربي، بينما يصمت العالم إزاء هذه التغول وقتل المدنيين.
رغم التوافق حول الحفاظ على خفض التصعيد بين الدول الضامن، نجد أن 4 ملايين سوري يواجهون مصيرهم، وباتوا رهينة التوافقات أو الخلافات الدولية والإقليمية حول إدلب.
إلى ذلك، ارتكبت قوات النظام والطائرات الحربية الروسية أكثر من مجزرة خلال الأسابيع الماضية في مناطق متفرقة من ريف إدلب، كان آخرها في بلدة إحسم راح ضحيتها 6 مدنيين في حصيلة أولية، وجرح أكثر من 10 آخرين.
وقبلها ارتكبت قوات النظام والقوات الروسية، مجزرة في منطقة جبل الزاوية ما تسبب باستشهاد 12 مدنيا بينهم "خمسة أطفال وأربع سيدات وإعلامي في الدفاع المدني".
وفي الصدد، يقول العميد "عبد الناصر فرزات" الخبير في الشؤون الروسية لبلدي نيوز: "أتكلم بكل بصراحة، التصعيد هو توافق دولي على استمرار الأزمة وتهجير وقتل أكبر عدد من السوريين، وسيؤدي إلى مزيد من النزوح والتهجير وهذا هو هدف الدول صاحبة المصالح في سوريا".
وحول إمكانية أن يقدم النظام على عمل عسكري، قال: "نعم النظام سوف يقدم على أعمال عسكرية وبتأييد روسي وموافقة دولية، والفصائل لا دور لها بذلك".
من جهته يقول "سعد الشارع" الباحث السياسي لبلدي نيوز: "بالطبع اعتقد أن إدلب هي أشبه بمرآة تعكس حقيقة الخلافات أو اختلاف وجهات النظر بطريقة ثانية بين تركيا من جهة وروسيا وإيران".
ويرى أن إدلب تعد من أبرز المناطق التي يتم التفاوض عليها دائما بشكل كبير، ودائما أي تحركات عسكرية هي بالضرورة تعكس الخلاف واختلاف وجهات النظر بين الطرفين.
ويضيف، "منذ استقرار شكل الخارطة العسكرية على النحو الذي نشاهده حاليا، كانت هناك رغبة روسية حقيقية بالوصول إلى عمق هذه المنطقة، حيث تتذرع دائما روسيا أن تركيا لم تنفذ المهمة أو الدور المطلوب منها في ضبط هيئة تحرير الشام، أو بقايا الفصائل القاعدية في هذه المنطقة، لذلك بين الفينة والأخرى تحاول بالفعل زعزعة الوضع الأمني والعسكري".
وأوضح المتحدث أن ما شهدته الأيام الأخيرة من اشتداد عمليات القصف، حتى أن الكثير من هذه العمليات جرت بأسلحة جديدة استقدمتها روسيا إلى قاعدة حميميم العسكرية، فهي أسلحة نوعية بدأت بتجربها في إدلب، وهناك محاولة اقتحام من الجبهات الشرقية من محافظة اللاذقية، استطاعت القوة الموجودة من التصدي لهذه العمليات.
وأشار إلى أن هذه المنطقة تحتضن ملايين المدنيين وهناك تقديرات غير رسمية تقول إن العدد يصل إلى 3.5 مليون، حركة النزوح في هذه المنطقة يرتبط بالعمليات العسكرية، وخلال الساعات الأخيرة بدأت موجات النزوح من المنطقة الجنوبية من الريف الإدلبي، ومعظم حركة النزوح هي باتجاه الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.
وحذر من استمرار التصعيد العسكري على هذا النحو، فسوف تشهد موجات نزوح كبيرة جدا ما يتسبب رضعط أكبر على بلدات الشريط الحدودي والتي تبدأ من سرمدا وتنتهي في بلدة دركوش،.
وأشار إلى أن حقيقة قرار السلم والحرب أو القرار العسكري في إدلب هو بيد روسيا وليس النظام أو الميليشيات الإيرانية، وليس بوسع النظام أن يقول أنه يريد فتح عمل عسكري من عدمه ولا الميليشيات الإيرانية.
ويضيف، "لا اعتقد أن روسيا تريد أي تصعيد عسكري في المنطقة، وتحاول الضغط على تركيا أولا، وعلى تحرير الشام ثانيا، لذلك ربما نشهد عمليات جانبية جزئية تحاول روسيا قضم مساحات جغرافية أكثر".
وقال: "الحديث هنا أكثر عن الجهة الجنوبية، أي جنوب الأوتوتستراد الواصل بين محافظتي حلب واللاذقية، لكن لا اعتقد أن روسيا بوارد عمل عسكري مفتوح لأن ذلك ربما يؤثر على الوضع في عموم المنطقة، وهي تدرك أن القوة الموجودة في إدلب هي قادرة على التصدي والرد على قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
وفي السياق، يقول "وائل علوان" الباحث في مركز جسور للدراسات لبلدي نيوز: "التصعيد العسكري في إدلب كما التصعيد في ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة المعارضة، هي دائما رسائل روسية وهي رسائل ضغط، عادة ما تكون قبيل أو أثناء الجلوس على طاولة المفاوضات، أو للضغط من أجل مكسب تريده روسيا".
ويضيف، "بحسب كل ما نرصده على الأرض وما نرصده سياسيا، لا يوجد في المستقبل القريب والمتوسط أي نية روسية أو حتى تحضير لعمل عسكري تجاه إدلب، لكن هذا الضغط بالقصف والذي يحدث فوضى وضغط في الملف الإنساني بالنسبة للمخيمات والمناطق المحررة، تريد منه روسيا الاستعجال بموضوع فتح المعابر ما بين النظام ومناطق المعارضة".
وأشار إلى أن القصف ربما يزداد أو تخف وتيرته بحسب المفاوضات السياسية، وبحسب الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكن منذ انتهاء جولة "أستانا" الأخيرة حتى الآن، على ما يبدو يستمر هذا التصعيد والضغط لتحقيق شيء تم الاتفاق عليه في "أستانا"، وأعتقد أنه يتعلق بفتح المعابر ما بين النظام والمعارضة، الأمر الذي لا تزال تطلبه روسيا وتلح عليه حتى الأن.