بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
سادت حالة غضب كبير بين السوريين، بعد انتشار صور تظهر "التشويه" المتعمد لأحياء دمشق القديمة، وسط تساؤلات عن الجهة التي تقف خلف الموافقة على هذا العمل التخريبي والذي اندرج تحت يافطة فعاليات "ملتقى الفن التشكيلي الطرقي".
آراء المهتمين بالآثار
واعتبر اﻷستاذ "عمر الحسيني" مهتمين بملف اﻵثار، أنّ عملية تزوير التاريخ والتراث واضحة، ومن المعيب أن نعتبر تلك اللوحات قيمة، مهما اعتبرنا أن لها أهدافا نبيلة، ولو صدقنا هذا جدلا.
وتساءل "هل يكون تأهيل اﻷزقة القديمة "اﻷثرية" ضمن مناطق تراثية واللعب فيها بهذه الطريقة"، مضيفا "هذا يحتاج إلى دراسات هندسية وأثرية والمسألة معقدة وليست بهذه البساطة، هناك رؤيا وخارطة وتنفيذ عمل بأيدي خبراء، وفق معايير محددة".
وتابع الحسيني "على حكومة النظام رعاية أولئك الشباب في مناطق ومدن أخرى بعيدا عن تراثنا".
وعلقت "نوف طه" وهي مدرسة تاريخ لبلدي نيوز، أنّ تلك الأحياء تحمل معها رائحة الماضي، وﻻ يجوز طمس أي حجرٍ فيها، لكن النظام سمح بذلك بداية عندما كانت ملصقات الإعلانات توضع دون محاسبة على الجدران، ثم صور مرشحي مجلس الشعب.
وأضافت، أن نظام اﻷسد مبدع في تزوير التاريخ، والتشويه أصبح فنا.
واعتبرت "طه" أن المشهد المؤلم يرسم دمشق القديمة فتاةً متصابية، يحرمها مكانتها التاريخية التي يزورها العرب والعجم فقط لرؤية أصالتها التي يعمل النظام على تشويهها، بأيدي شباب لا يتعمدون ذلك على ما أظن.
الجدير بالذكر، أن الفقرة 7 من قانون الآثار السوري تحذر من إتلاف (الآثار المنقولة، الثابتة، تحويرها، إلحاق الضرر بها، تشويهها بالكتابة، الحفر عليها، تغيير معالمها، أو فصل جزء منها) كما يحظر إلصاق الإعلانات أو وضع اللافتات في المناطق الأثرية وعلى الأبنية المسجلة.
تبريرات النظام
بينما بررت محافظة دمشق بالقول إن "ملتقى فن الطريق هو سلسلة ثقافية فنية تطوعية ينفذها غاليري "مصطفى علي" في الهواء الطلق، حيث انطلقت في حي الشعلان ولاقت استحسانا وإقبالا شعبيا، واختيار حي التيامنة في منطقة باب مصلى جاء بالتشاور مع لجنة الحي التي أبدت كل الترحيب والتعاون، حسب تعبيرها.
وزعمت المحافظة أن حي التيامنة خارج مدينة دمشق القديمة المسجلة باليونسكو وليس أثريا، والساحة التي أقيمت فيها الفعالية ليست أثرية أو تاريخية، وإنما منطقة شعبية والجدران ليست أثرية، عبارة عن جدران مصنوعة من اللبن ومنها من البلوك والاسمنت.
وشارك في الفعالية أهالي الحي بما فيهم رواد الكنيسة والأب فادي الحمصي (راعي الكنيسة).
ودخلت مدينة دمشق لقائمة التراث العالمي وفق "منظمة اليونيسكوا" عام ١٩٧٩، لما تحتويه من آثار قديمة في الأحياء القديمة، وأدرجت أيضا كأقدم عاصمة في التاريخ.