بيروت بين اغتيالين.. هل ينجح اللبنانيون بنزع سلاح "حـزب الله"؟ - It's Over 9000!

بيروت بين اغتيالين.. هل ينجح اللبنانيون بنزع سلاح "حـزب الله"؟

 بلدي نيوز - (لانا عبد الحميد) 

يعول السوريون واللبنانيون، على خروج إيران من سوريا ووقف دعمها للميليشيات في بلدانهم، التي باتت بمثابة دولة داخل دولة وتسيطر على مفاصل القرار السياسي والعسكري. 

ففي سوريا تبسط إيران عبر ميليشياتها السيطرة على مناطق واسعة، وتتحكم من خلال هذه الميليشيات بالقرار، وسط غياب تام للدولة وبتسهيل منها. 

ولا يختلف الأمر في لبنان، بل يتعداها إلى كون أن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران تتحكم بشكل كامل بالقرارين السياسي والعسكري، وتسيطر على القضاء، ما يجعل لبنان رهينة بيد الحزب الذي عاث فسادا وخرابا ودمارا في لبنان على مدار سنوات. 

انفجار بيروت الدامي، كشف الستار أكثر عن مدى استهتار وتغلغل ميليشيا حزب الله في المؤسسات الحيوية اللبنانية، وعدم اكتراثها بحياة أكثر من 2 مليون نسمة يعيشون في العاصمة بيروت. 

وفي الوقت الذي ينفي فيه زعيم الحزب حسن نصرالله، لأي وجود لحزبه في المرفأ، وعدم علاقته بالتفجير أو بتخزين مادة نترات الأمونيوم، يؤكد ساسة لبنانيون أن مرفأ بيروت ومطارها تحت سيطرة الحزب.

وقال بهاء الحريري، إنه مستغرب من المعلومات المتداولة عن عدم معرفة السلطات اللبنانية بوجود شحنة نترات الأمونيوم القاتلة التي كانت مخزنة بمستودعات المرفأ، مضيفا أن كل شخص في بيروت يعرف أن "حـزب الله" يسيطر على ميناء بيروت ومطارها.

وتساءل الحريري "كيف تم السماح لهذه المادة القابلة للاحتراق بالبقاء في وسط هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة؟".

وقال النجل الأكبر لرئيس حكومة لبنان الأسبق، رفيق الحريري، الذي اغتيل في العام 2005: "من الواضح تماما أن (حزب الله) هو المسؤول عن الميناء والمستودع، حيث تم تخزين نترات الأمونيوم. لا شيء يدخل؛ ويخرج من الميناء أو المطار دون أن يفعل ذلك مع علمهم… لا شيء".

مظاهرات 

وخرج اللبنانيون بمظاهرات حاشدة أمس السبت، تحت شعار "يوم الحساب"، وهتفوا، بشعارات تندد بالوجود الإيراني في بلادهم، منددين بتدخلاتها من خلال حـزب الله، واتهامها بالوقوف وراء خراب ودمار لبنان.  

وتحت شعارات "بيروت حرة حرة.. إيران طلعي برا"، و"إرهابي حزب الله إرهابي"، هتف المئات للتعبير عن استيائهم من التدخل الإيراني في شؤون لبنان الداخلية، من خلال دعم حزب الله بالمال والسلاح.

وتفاعل ناشطون عراقيون وسوريون وعرب مع هتافات اللبنانيين في ساحات التظاهر، مؤكدين أن جميع الدول التي تدخلت فيها إيران عاشت كل فصول الدمار والحرب.

وقالت ناشطة عراقية "توحّد هتاف العراقيين مع اللبنانيين بعد أن توحدت أوجاعهم وآلامهم بسبب ملالي الشر والضلالة في طهران و ذيولهم في بغداد وبيروت، فهتفوا (بيروت حرة حرة ايران برة برة)، على غرار هتاف العراقيين (العراق/ بغداد/ البصرة/ الناصرية حرة حرة ايران برة برة).

اجتماع دولي

على مستوى التحركات الدولية لمساعدة لبنان، تستعد دول عدة أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بمشاركة الأمم المتحدة، وجميع المانحين الدوليين، اجتماعا عبر الفيديو، اليوم الأحد، لمناقشة دعم لبنان بعد الانفجار الهائل الذي هز مرفأه. 

وقالت الرئاسة الفرنسية إن المؤتمر سيشكل "خطوة للضرورة والأمل لمستقبل" البلاد.

وقال الإليزيه، إن النهج الذي سوف تستخدمه المنظمات الدولية، هو عدم منح الحكومة اللبنانية شيكا على بياض، لعدم ثقة المانحين بهذه الحكومة".

ويسيطر حزب الله والتيار الوطني الحر على الحكومة اللبنانية، التي يدفعها الحزب للاتجاه شرقا باتجاه إيران والصين، والابتعاد عن الدول العربية التي ساعدت لبنان في أزماته على مدار عقود. 

ولم تنل الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب أي ثقة من المجتمع الدولي، ويعتبروها السبب الرئيسي في تفاقم أوضاع اللبنانيين. 

استعادة السيادة

تقول الصحفية اللبنانية "منى فياض"، "نحتاج إلى مساعدات دولية، لكن ليس للإسعاف فقط، بل للحماية من السلطة الحاكمة ولمساعدتنا على استعادة سيادتنا والحياد في تفعيل عمل قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) لحماية كامل الحدود تنفيذا للقرارات الدولية دون استنسابية؛ فلبنان وسوريا بلدان محتلان".

وأضافت، أن النفوس الضعيفة الخانعة الجشعة التي سمحت لـ"حزب الله" باحتلال مرفأ بيروت ومصادرته لجعله مخزن أسلحة إيراني. 

انهيار "حزب الله" وتفكيكه

يأمل اللبنانيون والسوريون ويعولون على صدور قرار دولي بإنهاء وتفكيك "حزب الله"، وطرد إيران من سوريا ولبنان، ويرون أن إيران وأذرعها السبب الرئيسي في المعاناة التي تصيب لبنان.  

فتبعات انفجار بيروت وزيارة الرئيس الفرنسي وقرار محكمة الحريري، لن تمر مرور الكرام وهي بداية خطوات جادة لمواجهة تغول إيران عبر حزب الله في لبنان، وقتاله في سوريا، ومهاجمة الدول الخليجية على رأسها المملكة العربية السعودية تنفيذا لإملاءات النظام الإيراني.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "هذا وقت تحمل المسؤولية وبناء نظام سياسي جديد، ومسؤولية القيادة اللبنانية صياغة ميثاق جديد"، مضيفا، "سأعود في الأول من سبتمبر، والأسابيع المقبلة ستكون أسابيع العمل وهو عمل مشترك ضروري".

ونشرت بعض المواقع ووكالات الأنباء نقلا عن الرئيس الفرنسي مطالب أوروبا في لبنان، حسب تصريحاتهم، ألا وهي:

١-إعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح من "حزب الله".

٢-تفكيك جميع مخازن ومؤسسات الحزب من بيروت والضاحية الجنوبية.

٣-تسليم مطار بيروت لقوات مشتركة برئاسة ألمانيا.

4-انتشار لقوات اليونيفل في بيروت وجبل لبنان وتثبيت طرادات بحرية قبالة بيروت وصولا للجنوب.

5-تفكيك جميع منظومة صواريخ وأسلحة حزب الله وتسليمها لليونيفل.

ما بين اغتيالين

في 14 شباط/فبراير 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصا، عندما انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من مادة "تي إن تي" أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت. 

ونتيجة الاغتيال، خرج جيش الأسد من لبنان عام 2005، واجتاحت البلاد انتفاضة عارمة وقاموا بثورة الأرز المطالبة بخروج سوريا من لبنان، بعد بسط سيطرتها ووصايتها على لبنان لمدة دامت 29 سنة إثر الحرب الأهلية اللبنانية.

ويوم الثلاثاء 4 أغسطس/آب، ضرب انفجار دامٍ مرفأ بيروت، نجم عنه مقتل أكثر من 175 شخصا، وإصابة أكثر من 6 آلاف بجروح، ووقوع خسائر مادية قدرت ما بين 3 و5 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمره الانفجار. 

ووصف اللبنانيون الانفجار بعملية اغتيال ثانية ليست لشخص بعينه بل للعاصمة بيروت بأكملها، متهمين حزب الله بتخزين السلاح في المرفأ واستخدام مادة نترات الأمونيوم لنصاعة حشوات دافعة للصواريخ. 

وبعد أيام من الانفجار، خرج اللبنانيون بمظاهرات حاشدة طالبوا فيها بسحب سلاح حزب الله، وإعلان بيروت خالية من السلاح وحصره بيد الجيش اللبناني.

والسؤال الذي يطرحه كثيرون "هل سينهي انفجار بيروت عقودا من سيطرة الحزب على لبنان ومصادرة قراره السياسي والعسكري؟".

مقالات ذات صلة

سفير النظام في السعودية يكشف موقف المخلوع بشار من الانفتاح العربي وتجارة الممنوعات

أمريكا تجري مراجعة لتصنيف "تحرير الشام" بعد تجاوبها

إيران تعلن تواصلها مع قادة "العمليات العسكرية" في سوريا

ثابت عبارة: إرادة الشعوب لا تُهزم.. سوريا تطوي صفحة الطاغية

الجيش الإسرائيلي يكشف عن المستهدف على طريق مطار دمشق

واشنطن تنفي علاقتها بما يحدث شمال سوريا

//