بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
يحاول معارضو النظام في درعا تطبيق سيناريو السويداء في العلاقة مع قوات الأسد، ومنعه من التفرد في القرار وعدم إفساح المجال أمامه في ارتكاب تجاوزات بحق المدنيين والفصائل التي وقعت اتفاق مصالحة مع النظام برعاية روسية.
ويرى البعض أن نجاح أهالي درعا البلد في إجبار النظام على الإفراج عن امرأة اعتقلها قبل أيام، تأكيدا على أهمية وجود هذا الدور للجان في المحافظة والتي وإن لم تتخذ موقفا حادا تجاه النظام إلا أنها لم تفسح له المجال لتوسيع نفوذه في مناطق نفوذ المعارضة سابقا.
وقال الناشط الإعلامي حذيفة حلاوة، أن ما جرى في السويداء من وجود فصائل محلية تستطيع ان تقف في وجه النظام، علمت بعض فصائل درعا على استنساخه وجعل هذه السياسية الوسطية نوعا ما بهدف عدم فتح باب ذرائع للنظام لبدء عمليات عسكرية في المنطقة، في حين يحافظ الأهالي على تأمين مناطقهم وأبنائهم من عمليات الاعتقال التي يحاول النظام الاستعاضة عنها بعمليات الاغتيال أو الاختطاف.
من جانبه، رأى الصحفي علي المصري، أن ثلاثة نماذج من العلاقة بين السكان المحليين والنظام السوري برزت بعد إعادة سيطرة النظام السوري على محافظة درعا، ويعود تعدد أشكال التفاعلات الجارية بين السلطة والمجتمع إلى بروز فاعل مجتمعي جديد في بعض مناطق المحافظة، يمكن تسميته بالوسطاء المدنيين والعسكريين، الذين يحتلون موضعا لدى السكان ومؤسسات السلطة، ويلعبون دورا رئيسيا في نقل مطالب السكان إلى تلك المؤسسات.
وأضاف المصري، أنه نظرا إلى اختلاف عوامل توفر الوسطاء المحليين في مناطق المحافظة، وتفاوت قدرتهم على التأثير والفاعلية، فإننا نشهد اختلافات واضحة في مناطق المحافظة ضمن مستويات الأمن والاستقرار وتوفر الخدمات الرئيسية وردود الفعل الشعبية والاستجابة الحكومية لبنود التسويات، وبالرغم من أن التقسيم لا يغطي كافة مدن وبلدات المحافظة، إلا أنه يسلط الضوء على ثلاثة نماذج رئيسية في المحافظة.
وأوضح المصري أن النموذج الأول يتمثل بالمنطقة الشرقية الواقعة تحت سيطرة (الفيلق الخامس) الذي يحظى برعاية روسية دور الوسيط المحلي بها، وتتمتع بالمنطقة بخدمات أفضل وأمن أعلى بالمقارنة مع بقية المناطق، ويمثل الوسيط مرجعية فعالة يلجأ إليها الأهالي لنقل مطالبهم، والنموذج الثاني يتمثل بأحياء درعا المحررة سابقا "درعا البلد، طريق السد، مخيم درعا" التي تلعب بها لجنة المفاوضات المركزية جهة وسيطة لكنها ضعيفة الفعالية، واستجابة الحكومة لمطالبها ولخدمات المنطقة الأساسية تعتبر هزيلة، لذلك تكثر في هذه المنطقة الاحتجاجات الشعبية وكذلك المبادرات المدنية للتعويض عن تقصير المؤسسات الحكومية، أما النموذج الثالث فيمثل في المنطقة الغربية التي تشهد غيابا كليا لأي وسطاء بين السكان والسلطة، وتعد المنطقة الأكثر توترا والأشد تنافسا بين قوات النظام وحلفائه والأسوأ على صعيد الخدمات والاستجابة الحكومية.