بلدي نيوز - (إبراهيم حامد)
تنخر العمليات العسكرية البنية العسكرية "الهشة" لقوات النظام التي باتت هدفا سهلا في مناطق متفرقة في سوريا، وخصوصا مناطق التسويات في الجنوب السوري، وذلك نتيجة عدم الوصول إلى حل سياسي حقيقي في سوريا، وعدم التزام النظام بأي من شروط التسويات.
وقال المحلل الاستراتيجي اللواء "محمود علي" في حديث خاص لبلدي نيوز، إن هذه العمليات على محدوديتها، تقض مضاجع النظام وتهدد عناصرها وأماكن تواجدها، مشيرا إلى أنها في تزايد مستمر في حال استعراض تلك العمليات وحجمها على مستوى درعا والجنوب السوري، معتبر أنها تضغط على النظام وأجهزته الأمنية.
ورأى "علي" أن المعارضة بحاجة للتفكير بشكل جدي بالعمليات النوعية التي يجب أن تتبعها كما اتبعتها فصائل الجيش الحر في بداية الثورة، وعليهم العمل بشكل مهني واحترافي والاستعانة بالضباط المنشقين بجميع اختصاصاتهم لتشكيل فريق عمل جيد يقض مضاجع النظام".
وأشار علي إلى أن وجود احتمال تسليح المقاتلين في الجنوب لا يزال في الوارد بأية لحظة، إلا أنه استدرك قائلا بأن الظروف ليست مهيئة حاليا.
وبعد تعهد الرئيس الروسي للولايات المتحدة و"إسرائيل" بإخراج القوات الإيرانية من جنوب سوريا مقابل تسليم المنطقة للشرطة الروسية ونظام الأسد، يرى مراقبون أن فشل روسيا في تعهدها أمام الولايات المتحدة وتمدد القوات الإيرانية ونشر التشيع وشراء الولاءات هو ما قد يثير حفيظة الغرب و"إسرائيل" من خلال إعادة الدعم للفصائل لإخراج قوات النظام.
وقال الصحفي رياض الزين من درعا، إن قوات النظام خسرت العشرات من جنودها وضباطها في عمليات توزعت على مناطق متفرقة في درعا خصوصا بعد محاولة النظام نقض الاتفاقات واللعب على تجنيد الشباب لصالح مليشيات إيرانية في المنطقة.
ورغم عدم وجود عمليات عسكرية كبيرة، إلا أن حرب العصابات والعمليات الخاطفة لطالما شكلت مصدر رعب للنظام الذي يحاول الترويج دوما لما يسميه الأمن والأمان لأنصاره.
بينما رأى الصحفي علي المصري من أبناء مدينة درعا، أن النظام السوري فشل في التعامل مع كتابات ساخطة ضده كان من السهل احتواءها، وأشعل بيديه الشرارة الأولى للثورة باعتقاله أطفال درعا وتعذيبهم، ثم حافظ بقتل المتظاهرين على استمرارية الاحتجاج في درعا وحافظ عنف النظام على استمرار المظاهرات ومن ثم الحراك المسلح والانشقاقات وغيرها، واليوم وكما هو متوقع، بمطلع آذار يعاود النظام تكرار سياساته عينها في الجنوب السوري، وشرارة هذه الثورة لن تنطفئ لأن وقودها لا ينقطع.