بلدي نيوز – حلب (حسن عبيد – زياد الحلبي)
ألحقت الفصائل الثورية خسائر كبيرة بالميليشيات الإيرانية المساندة لقوات النظام، إثر المعارك المستمرة بين الطرفين في ريف حلب الجنوبي.
وأكد جيش الفتح، وهو الفصيل الثوري الأكبر في عملية تحرير بلدات ريف حلب الجنوبي، أنه كبّد الميليشيات الإيرانية خسائر فادحة بالأرواح وصلت إلى 150 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وأعلن الثوار عن تمكنهم من أسر عناصر يتبعون لميليشيا "حزب الله" اللبناني ولواء "فاطميون" الأفغاني، حيث بثت فصائل الثوار صوراً لعناصر أفغان أسروا في خان طومان.
في ذات الوقت، أعلنت ميليشيا حزب الله أنها فقدت الاتصال مع مجموعة من العناصر في خان طومان، لم تحدد عددهم.
ويرى المحلل العسكري في شبكة بلدي نيوز راني جابر أن معركة حلب ما تزال في بدايتها، وستكون أم معارك الحرب السورية، فالنظام يحشد لها منذ عدة أسابيع، ويخطط ويجهز لها منذ عدة أشهر، فحلب بالنسبة له هدف استراتيجي مهم وعظيم، خاصة أنها تعتبر المدينة الثانية بعد دمشق.
ويمتلك جيش الفتح العديد من الأوراق التي إذا أحسن استخدامها -وخاصة موضوع قطع طرق إمداد النظام- والعودة لاتباع الاستراتيجيات الهجومية بدل الدفاعية، فسوف يقلب الطاولة على مخططات إيران والنظام وروسيا، ويطرده من شمالي سوريا بشكل كامل.
ويشهد ريف حلب الجنوبي بشكل عام معارك شرسة منذ 9 نيسان الماضي، بين الثوار من جهة، وميليشيات إيرانية ووحدات خاصة تابعة للجيش الإيراني من جهة أخرى، حيث أرسلت إيران اللواء 65، للمشاركة في معارك العيس التي سيطر عليها الثوار في وقت سابق.
وحاول النظام إشعال جبهات عديدة في أحياء حلب، بغية إشغال ثوار المدينة عن المشاركة بمعارك ريف حلب الجنوبي، معتمداً في ذلك على الميليشيات الشيعية "أفغان وباكستانيين وعراقيين، وحزب الله اللبناني" التي تخوض المعارك في ريف حلب الجنوبي، بقيادة الحرس الثوري الإيراني.
ويعتبر ريف حلب الجنوبي ذا أهمية استراتيجية للنظام، سيما أنه الطريق الوحيد الذي يصله بمواقع تمركزه بريفي حلب الشرقي والشمالي وصولاً إلى مطار كويرس العسكري وبلدتي نبل والزهراء، فيما يسعى الثوار إلى تقطيع أوصال النظام في المنطقة.
إضافة لما سبق، يسعى النظام إلى تعزيز نقاطه الدفاعية في ريف حلب الجنوبي الغربي، لا سيما أنه يعتبر البوابة الرئيسية للأحياء التي يتمركز فيها داخل حلب، فيما تعتبر نقاط الاشتباك ذات أهمية كونها قريبة من طريق حلب دمشق الدولي الذي يوليه النظام أهمية كبيرة.
وسيطر مقاتلو غرفة عمليات الفتح على بلدة الخالدية وتلال خان طومان، لتصبح بلدة خان طومان مكشوفة أمامهم، الأمر الذي سهّل عليهم السيطرة عليها.