بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
نقلت وكالة "إباء" الإخبارية التابعة لهيئة تحرير الشام عن أحد القادة المطلعين في الهيئة، تفاصيل الاتفاق الخاص بالمدن "الخمس" وما تم تداوله حول بنود الاتفاق، حيث أوضح القيادي الذي لم يذكر اسمه، أن التفاوض حول الملف الخاص بـ"كفريا-الفوعة" و"مضايا-الزبداني" لم يتوقف منذ أكثر من سنة ونصف؛ وأنه تعثر أحيانًا وتعرقل في بعض الظروف، إلا أن التطور الأخير في أحوال المحاصرين في مضايا والزبداني ومخيم اليرموك ونداءاتهم، دفعتهم للبدء بجولة تفاوض جديدة، مؤكداً بأن التفاوض كان وما زال باسم جيش الفتح وبمشاركة أساسية من قبل حركة أحرار الشام، وبعد التوافق في جيش الفتح على الخطوط العريضة لذلك.
وحول ما إذا نص الاتفاق على إفراغ كامل مضايا والزبداني، ما يعني تغييرًا ديموغرافيًا في محيط العاصمة دمشق لصالح الميليشيات الشيعية، أكد القيادي على أن الاتفاق لا ينص على ذلك، ونحن ضد تهجير أهلنا وتفريغ مناطق أهل السنة، فالعدد هو 3500 شخص، وهم المقاتلون وعوائلهم والمطلوبون للنظام المجرم، ولم يتخذوا قرار الخروج إلا بعدما ضاقت بهم السبل، وانعدمت سبل الحياة ووسائل الجهاد.
وتعليقًا على تسمية الاتفاق باتفاق البلدات الخمس بدلًا عن سابقه "اتفاق البلدات الأربع"، جاوب القيادي: "بعد سوء الأوضاع في مخيم اليرموك وتضييق الحصار على إخواننا المرابطين هناك، كان علينا أن نحاول استنقاذهم والتفريج عنهم ما استطعنا، فوضعنا اسم المخيم كشرطٍ أساسي في جلسات التفاوض، ليكون من بنود الاتفاق إدخال المساعدات الغذائية والطبية لأهلنا هناك في المرحلة الأولى، بالإضافة لإخراج الحالات الطبية المستعجلة، وخروج المقاتلين والراغبين من الأهالي إلى إدلب في المرحلة الثانية، ويفصل بين المرحلتين 60 يومًا، تبدأ مع خروج الدفعة الأولى من مسلحي كفريا-الفوعة".
وعن ماهية بنود اتفاق البلدات الخمس "كفريا-الفوعة ومضايا-الزبداني-مخيم اليرموك"، لخص القيادي بنود الاتفاق بالقول: "بعد عدة جلسات تفاوضية بين جيش الفتح والعدو الإيراني، اتفقنا على بنود تصب بمجملها في صالح الثورة والثوار وتسعى لحفظ رأس مالهم، حيث نصت على وقف إطلاق النار في البلدات المشمولة في الاتفاق بما فيه القصف الجوي والمدفعي وإخراج الحالات الطبية الحرجة وإدخال الإغاثات العاجلة للمناطق المحاصرة، بالإضافة لإخراج 1500 أسيراً وأسيرة أثناء تنفيذ بنود الاتفاق، وبعضهم من البلدات المحيطة بكفريا والفوعة، وهذا ما لم يحصل منذ انطلاق الثورة حتى الآن، إضافة إلى إخلاء الموجودين -وفق إرادتهم- في البلدات الخمس وجبل بلودان بريف العاصمة كذلك، ويتم ذلك على مرحلتين، حيث يخرج في الدفعة الأولى 8 آلاف من كفريا والفوعة بينهم 2000 عنصر، ويخرج حوالي 3200 شخصاً من مضايا والزبداني وجبل بلودان إلى إدلب؛ وبعد 60 يوماً من المرحلة الأولى تُنفذ المرحلة الثانية، بإجلاء ما تبقى من كفريا والفوعة، بالتزامن مع ذلك يخرج حوالي 1000 من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري، وأثناء تنفيذ الاتفاق يطلق النظام المجرم سراح الأسرى على دفعات، على أن يكون ثلثهم من ساكني المناطق المحررة".
وأضاف القيادي: "ونص الاتفاق على تعهد النظام المجرم بألا يعتقل من يُفرج عنه عبر هذا الاتفاق مرة أخرى، كما نص على تعهد حزب الله الإيراني بحل إشكال 50 عائلة من أهالي الزبداني، عالقون في بيروت عبر إيصالهم إلى المناطق المحررة حال دخولهم لسورية بشكل مباشر، هذه بنود الاتفاق بشكل ملخص".
وفي معرض حديثه حول الأسباب التي دفعت لتوقيع هذا الاتفاق قال القيادي: "لولا أن أهلنا المحاصرون في الزبداني ومضايا والمخيم كلفونا بالتفاوض لإنهاء الحصار عنهم، لما جلسنا مع عدونا لنفاوضه، وإن دماء بطل من أبطال الزبداني ومضايا والمخيم أغلى عندنا من النظام وأذنابه مجتمعين، ويكفينا أن نراهم بين صفوفنا يعيدون الكرة على من حاصرهم وجوّع أهلهم".
و نفى القيادي لإباء أن تكون بلدات "يلدا – ببيلا – بيت سحم" في جنوب العاصمة دمشق من ضمن البلدات التي اتفق على إخراج الراغبين من أهلها إلى الشمال السوري، وتحديدًا محافظة إدلب.
وكانت بدأت اليوم الجمعة أولى الحافلات التي تقل سكان ومسلحي بلدتي كفريا والفوعة بالخروج من البلدتين باتجاه مناطق النظام، كما انطلقت بالوقت ذاته عدة حافلات أخرى من بلدة مضايا المحاصرة باتجاه المناطق المحررة في إدلب، جاء ذلك تنفيذًا لبنود الاتفاق الذي عقده جيش الفتح مع إيران والذي سُمي باتفاق "المدن الخمس".