بلدي نيوز – حلب (زياد الحلبي)
بدأ سريان الهدنة في حلب، اليوم الخميس، التي توصلت إليها واشنطن وموسكو، مساء الأربعاء, فيما تشهد المدينة هدوءً تاماً في الساعات الأولى من الهدنة، يكاد لا يُسمع فيها صوت رصاصة واحدة, بالتزامن مع ترقب وحذر شديد من قبل السكان، خوفاً من غدر الطيران واستئنافه للقصف.
في المقابل، خرق النظام الهدنة بقصف محيط خان طومان بـ12 برميلا متفجرا، صباح اليوم الخميس، وبذلك يكون أول خرق للهدنة التي لم يلتزم بها لمدة 48 ساعة فقط.
أبو سمير، صاحب صيدلية في منطقة الكلاسة، تحدث لبلدي نيوز "نرحب بالهدنة ونعتبرها بمثابة استراحة, جعلنا النظام بقصفه العنيف بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية، الشهر الماضي، للمدينة المكتظة بالسكان نرى الويلات, وارتكب العديد من المجازر بحق أهلنا وأولادنا, وشرّد المئات من العائلات باتجاه الريف".
وأضاف "لم يكتفِ بقصف المدينة، بل تعمد أيضا قصف الطرقات المؤدية التي يسلكها المدنيون نحو الأرياف"، وتابع "النظام بطبعه ظالم وأظنه لن يلتزم بالهدنة, فهوايته القتل والتهجير".
بدوره، قال القائد العسكري، أبو أسامة لبلدي نيوز "قبلنا بالهدنة لإيقاف قصف النظام للشعب بكافة أنواع الأسلحة, فلم يعرف سكان المدينة معنى للراحة الشهر الماضي بسبب تصعيد النظام قصفه على الأحياء السكنية, مع العلم أن الجبهات موجودة والميدان مفتوح بيننا, لكن النظام كان يترك القتال ويذهب لقتل الناس وتشريدهم وتهجيرهم".
وأكد أبو أسامة "إن الهدنة بمثابة فرصة ليرتاح الناس قليلاً، وإن كانت لساعات, فدقيقة الراحة في حلب تحسب كيوم بدون قصف".
وأوضح "نحن كعسكريين ملتزمون بالهدنة، طالما أن النظام ملتزم بها، رغم أن طيران النظام المروحي قصف اليوم بـ12 برميلا متفجرا محيط خان طومان، ولم نرد على قصفه لأننا نحترم العهود والمواثيق ولأننا نعمل لأجل شعبنا لا لأجل أنفسنا".
لكن مروان الكردي -وهو مقاتل في الجيش الحر- له رأي آخر، وقال لبلدي نيوز "عن أي هدنة نتحدث بعد كل هذه الجرائم التي قامت بها طائرات النظام, الهدنة وبعد العملية في ريف حلب الغربي وتفجير النفق في جمعية الزهراء هي بمثابة إنقاذ للنظام من استكمال الاقتحام وتحرير أجزاء من حلب الواقعة تحت سيطرته".
وأضاف "شاهدنا الهدنة السابقة كيف كانت قذائف المدفعية تنهال على قرى ريف حلب الشمالي، وسجلت مئات الخروقات فيها ولم يستطع أحد محاسبته, شاهدنا ما فعلت طائراته بعد الهدنة في مدينة حلب من مجازر بحق المدنيين قتل وشرد المئات من السكان".
وتابع الكردي إن الهدنة ستكون لساعات وسيرتاح الشعب قليلاً، ولكن ماذا سيفعل النظام بعد الهدنة، سيعاود قصفة بأشرس وأقوى مما كان عليه فهو ظالم, والظالم ليس له عهد ولا ميثاق".
في المقابل، يرى أبو جابر، هو بائع خضار في بستان القصر، أن الكثير من الناس خائفون لما بعد الهدنة.
وأضاف "نحن نتذكر مجازر ما بعد الهدنة السابقة وما فعلته طائرات النظام ومدفعيته بالناس الشهر الماضي من مجازر وتشريد, لا أفكر في ساعات الهدنة ولا براحتها والهدوء فيها، بل أفكر أين ومتى ستكون أول مجزرة ترتكبها طائرات النظام وكم من الأرواح ستحصد".
لكن يقول في الوقت ذاته "إن الهدنة جيدة ربما يستمتع الناس لساعات أو لأيام بها ولكن أعلم أن الجميع يحسب لما بعدها, فالنظام حاقد على من قتل في تفجير جمعية الزهراء وسيصب جام حقده على الشعب لا على الثوار".
يذكر أن مدينة حلب، شهدت الشهر الماضي، قصفا عنيفا من قبل قوات النظام أدى لاستشهاد وجرح مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء وأطباء، حيث طال القصف الأحياء المكتظة بالمدنيين والمشافي ومراكز الدفاع المدني والمرافق الحيوية.