بلدي نيوز – ريف درعا (مهند حوراني)
انقطع آلاف الأطفال في ريف درعا عن المدارس خلال السنوات الخمس الماضية، ما أدى إلى حرمانهم من حقوقهم في الدراسة بسبب تعرض المدارس للقصف الجوي، واتخاذها كمأوى للنازحين من لهيب المعارك على جبهات مختلفة في المنطقة.
في المقابل، أدى توقف الأطفال عن الدراسة إلى إقحامهم في سوق العمل بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي تعصف بالسوريين من ذوي الدخل المحدود، سيما أن معظم العائلات السورية هي دون خط الفقر، حسب تقارير اقتصادية.
يعيش الطفل "عمر" ابن درعا وصاحب الـ12 سنة في ظروف صعبة، بعد أن أصبح المعيل الأساسي لعائلته، لتصبح حياته عمل ونوم ضمن روتين ممل وقاس لا يتحمله الرجل قبل الطفل.
فقد عمر والده إثر قصف نظام الأسد منزلهم منذ نحو عام، ما أجبر الطفل على ترك دراسته والتوجه للعمل بحثاً عن مصدر دخل لوالدته وإخوته الصغار.
يعمل عمر في أحد المطاعم بمدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، محاولاً أن يسدّ دخله الصغير الذي لا يتجاوز الـ500 ليرة سورية يومياً، احتياجات العائلة.
يقول عمر في حديثه لبلدي نيوز "طبيعة عملي تقتصر على مسح الطاولات والكراسي وإيصال الطلبات، والجلي والتنظيف ناهيك عن الدوام الطويل الذي يصل إلى 12 ساعة على أقل تقدير".
ويضيف "إن سكني مرتبط بمكان عملي، وسأنتقل مع أسرتي إلى مكان العمل الجديد قرب جمرك نصيب الحدودي، حيث سأعمل بمقهى جديد، ضمن عمل أسهل وأبسط ومردود أكبر".
ويتابع إن الحياة أصبحت قاسية عليه، وجلّ ما يتمناه هو العودة لمقعده الدراسي إلى جانب أصدقائه الذين اشتاق لهم.
وسجّل عمر إخوته الصغار في هيئة العمري لكفالة الأيتام بدرعا، لكن المبالغ التي تقدمها الهيئة، تبدو عاجزة عن تأمين التزامات الحياة.
ووفق تقرير لمنظمة اليونيسف، فإن 2.4 مليون طفل في سوريا وحدها، لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس. وكشفت المنظمة أن 8850 مدرسة في العراق وسوريا واليمن وليبيا دمرت أو تضررت، كما أن آلاف المعلمين فروا من هذه الدول.