بلدي نيوز
بعد انتظار امتد لسنوات حتى يتخذ الرئيس جو بايدن قراراً ويتصرف بموجبه، أصبحت تركيا اليوم تعلق آمالها على الرئيس المنتخب دونالد ترمب ليحررها من قيد العقوبات المفروضة على استخدام أي منظومة روسية للدفاع الجوي.
وهنا يجوز للرئيس أن يطلب من الكونغرس إلغاء القانون الذي حرم أهم وكالة تشتري معدات الدفاع في تركيا من التعامل مع المؤسسات المالية الأميركية ومن شراء المعدات العسكرية وتقنياتها، وبذلك يصبح بإمكان تركيا شراء الجيل الخامس من طائرات إف-35 المقاتلة التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، إلى جانب ضمان عمل جيشها بشكل متزامن مع بقية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن تعزيزها لحالة الردع على حدودها في جنوب شرقي البلاد.
ومع استعداد ترمب لتولي زمام منصبه في كانون الثاني القادم، أخذت تركيا تتواصل مع مقربين منه لتخبرهم بأنه بوسعها أن توافق على الحد من استخدام صواريخ إس-400 الروسية من دون التخلص منها، وذلك بحسب مطلعين على هذا العرض رفضوا التصريح عن أسمائهم بسبب حساسية المعلومات التي قدموها.
وبُعيد تهنئة ترمب على فوزه بالانتخابات عبر اتصال هاتفي، حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة على رفع العقوبات عن بلده والتي تعرف باسم CAATSA وتستهدف الصناعات الدفاعية في تركيا، إلى جانب أنها تسببت بإخراجها من البرنامج المخصص لتطوير طائرات إف-35.
بيد أن الفريق الانتقالي لدى ترمب لم يرد على الفور عندما طُلب منه التعليق على طلب تركيا.
ثم إن حل الخلاف بشأن صواريخ إس-400 الروسية التي أجرت عليها تركيا تدريبات يمكن أن يتسبب بزيادة غير مسبوقة في التعاون الدفاعي والصناعي بين دولتين بقيتا حليفتين لفترة طويلة، وذلك بحسب ما ذكره مسؤولون أتراك وأميركيون لوكالة بلومبيرغ.
هذا وقد قال بعض المطلعين بأن الولايات المتحدة ذكرت بأنها يمكن أن تناقش مسألة عودة تركيا إلى أسرة برنامج إف-35 في حال حل الخلاف بشأن شراء أنقرة لتلك المنظومة الروسية المتطورة.
كانت أنقرة شريكاً أصلياً في برنامج إف-35، وعزمها على شراء نحو 100 طائرة منها جعلها من بين أهم أربعة زبائن لطائرة الشبح الأميركية المقاتلة. وفي هذا الصدد، سعت تركيا إلى استعادة مبلغ قدره مليار وأربعمئة مليون دولار سبق أن دفعتها ضمن تلك المبادرة، وهنالك ست طائرات من طراز إف-35أ ماتزال الولايات المتحدة تحتفظ بها ضمن مستودعاتها.
بدأت العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة تتحسن في مطلع هذا العام، وذلك عندما وافقت تركيا على دخول السويد لحلف شمال الأطلسي، بعد أن اتخذت تلك الخطوة كل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
ومنذ ذلك الحين، وقّعت تركيا على صفقة لشراء 40 طائرة مقاتلة من نوع إف-16 من الولايات المتحدة، بيد أنها فاوضت على التراجع عن خطتها الأصلية لشراء أحدث المعدات من أجل أسطولها الموجود لديها أصلاً وكذلك الذخائر بسبب خفض النفقات على المستوى الداخلي للبلد بحسب ما ذكره بعض الأشخاص، كما طلبت أنقرة الإذن من الولايات المتحدة لحيازة وتجميع محركات GE Aerospace F110 التي تستخدم مع طائرات إف-16، وذلك بهدف تشغيل طائرات Kaan لديها والتي تحتاج لمحركين، إلى جانب حيازة محركات F404 وذلك من أجل طائرات Hurjet المخصصة للتدريب.
يُذكر أن تركيا قدمت معدات عسكرية لأوكرانيا شملت مسيّرات مسلحة وقذائف حساسة بمجرد أن وافقت إحدى الشركات التركية على أن تشترك مع الولايات المتحدة في إنتاج ذخيرة من عيار 155 ملم بحسب معايير حلف شمال الأطلسي.
ثمة نقطة خلاف أخرى بين تركيا وأميركا وتتمثل بتسليح الولايات المتحدة وتدريبها لقوات قسد الموجودة في سوريا، بما أن تركيا تعتبرهم إرهابيين يمثلون تهديداً لوحدتها نظراً لارتباطهم بحزب العمال الكردستاني وهو حزب كردي انفصالي بقي يشن الحروب على جنوب شرقي تركيا من أجل أن ينال الاستقلال في تلك المنطقة.
ولذلك أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال الأسبوع الماضي بأن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها تركيا مع واشنطن تتمثل بالمخاوف الأمنية لدى تركيا، وتحديداً بالدعم الأميركي لـ"قسد".
وسعياً لحل هذه المشكلة، اقترحت تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي الذي يعتبر ثاني أكبر جيش بعد الجيش الأميركي في حلف شمال الأطلسي، مسؤولية قتال تنظيم الدولة في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد"، وذلك بحسب ما ذكره مطلعون على تلك النقاشات، وأضافوا بأن تركيا أخذت تتحضر أيضاً لتولي مسؤولية آلاف الجهاديين التابعين لتنظيم الدولة والمحتجزين مع أقربائهم لدى "قسد".
غير أن واشنطن لم ترد على المقترح التركي حتى الآن، بحسب ما أعلنه مسؤولون أتراك وأميركيون، على الرغم من أن ترمب اقترح سحب القوات الأميركية من سوريا خلال فترته الرئاسية الأولى.
وفي مقابلة تلفزيونية أجريت مع وزير الدفاع التركي يشار غولار خلال الأسبوع الماضي قال: "قد يركز ترمب على هذه القضية بشكل كبير خلال هذه الفترة، وربما قد يسحب الجنود الأميركيين من سوريا ومن المنطقة كلها، بما أنه أصبح لدى الولايات المتحدة قضايا أكبر".ترجمة تلفزيون سوريا