بلدي نيوز – إدلب (ليلى حامد)
بات الفلاح في الشمال السوري في مواجهة مباشرة مع عوامل الطبيعة التي لها الأثر الكبير على محصوله، لاسيما موسم الزيتون، إذ يخشى المزارعون على مواسمهم من موجة الحر التي تشهدها مناطق الشمال، والتي إن استمرت على ذات الارتفاع، قد تنهك مواسمهم، هذا علاوة عن مصاعب تسويق المحصول وبيعه.
وتشتهر محافظة إدلب ومنطقة عفرين شمال غربي حلب، بزراعة الزيتون، وأكثرها إنتاجاً للزيت الصافي المحبب للتصدير، إلا أن عوائق عديدة تقف أمام الفلاحين في كل عام، وتحرمهم من الاستفادة من نتاجهم وتعبهم طوال العام.
ويعتقد الفلاح "مصطفى" صاحب أرض زيتون مساحتها سبع دونمات في حديثه مع بلدي نيوز؛ "أنه من المبكر الحكم على موسم هذا العام، لكنه بالمقابل؛ ﻻ يخفي خشيته من موجة الحر؛ ما يعني بحسب قوله؛ التأثير السلبي على زهر الزيتون.
وبات حديث الفلاحين في عموم إدلب اليوم، عن موسم الزيتون والحر الشديد، وتخوفهم من عواقبه، والذي أدى لتساقط الأزهار قبل عقدها، حيث يؤكد "الفلاح محمد" أحد مزارعي الزيتون من قرية كفرنبل، أنّ "موسم الزيتون كان أفضل حالاً منذ عامين".
وأضاف: "واجهتنا عقباتٌ كثيرة هذا العام، في مقدمتها، ارتفاع تكلفة العناية بالشجر من تقليم وحراثة فسعر حراثة الدونم الواحد تزيد عن 1300 ل.س، وأبسط ما يقال يجب حراثة الأرض من مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً، ناهيك عن ارتفاع أسعار الوقود الذي ينعكس بدوره على أجرة الحراثة، فضلاً عن ارتفاع أجور اليد العاملة".
ويُجمع من تواصلت معهم بلدي نيوز؛ من مزارعي الزيتون أنّ المشكلة أبعد بكثير من مسألة التكلفة بالنسبة لموسم الزيتون هذا العام؛ فالحال رهنٌ لوقف العمليات العسكرية والقصف الذي تشنه قوات النظام على القرى التي تزداد فيها زراعة أشجار الزيتون، كقرى جبل الزاوية، الذي تسبب بهجرة أصحاب تلك الحقول، أو حتى حرق محصولهم بعد استهداف المساحات المزروعة.
بالتالي؛ يواجه أبناء المحرر مشكلةً مرتبطةً هي اﻷخرى بموسم الزيتون، والتي تتمثل بإنتاج الزيت، وأسعاره التي بات واضحاً وفقاً للمزارعين ومصنعي الزيت احتمالية ارتفاع ثمنه مقارنةً باﻷعوام الفائتة، فثمن تنكة الزيت في العام الماضي لم تتجاوز 30 دولار عند قطافه، وهو سعر قليل نسبيا مقارنة مع التكلفة الحقيقية لإنتاجها من ارتفاع لأجور اليد العاملة وارتفاع لسعر الحراثة، وسط تخوف هذا العام لقلة الإنتاج والمحصول بسبب الحر الشديد.
ويقول بعض المزارعين أنّ موسم الزيتون في مدينته الأم "إدلب" بات في خبر كان؛ ويُعزا السبب كما بات معروفاً لحملة النظام على اﻷرياف التي تعد المنتج الأهم في البلاد، وما آل إليه واقع المزارعين.
يشار إلى أنّ سعر تنكة زيت الزيتون في سوق المحافظة يتراوح حالياً ما بين 25 إلى 30 ألف ل.س بسبب تخوف البعض من ارتفاعه أكثر في العام الماضي، وبالمحصلة؛ يجمع اﻷهالي أنّ زيتون إدلب مستهدف من طرف قوات النظام، فيما يبدو أنّ الغاية انتقامية بوجه اقتصادي سيعود بالخسارة على المزارعين وعموم المحرر.