بلدي نيوز
حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل قمة أوساكا، وخلالها، المهام والأولويات التي يتعين على بلاده والمجتمع الدولي العمل على إنجازها في سوريا، بحسب رأيه.
وحدد "بوتين" العناصر الأساسية للتحرك المطلوب في سوريا بأربعة أمور، وهي استكمال القضاء على ما تبقى من بؤر توتر في سوريا، وتسهيل عودة اللاجئين عبر دعم حكومة النظام، وتسهيل وصول المساعدات الدولية لها، ثم إطلاق مشروعات إعادة الإعمار التي ينبغي لها أن تدعم تحديث الاقتصاد السوري تحت مظلة "القيادة الشرعية"، على حد زعمه.
وكانت موسكو بدأت، منذ وقت طويل، تقلص إشاراتها إلى احتمالات العودة إلى مفاوضات في جنيف، أو العمل لإحياء المسار التفاوضي، وخلال العامين الماضيين، تحديداً بعد انطلاق "مسار آستانة" في بداية 2017، انصب التركيز الروسي على ملفات وقف النار وتوزيع المناطق السورية إلى مناطق حملت تسمية "مناطق خفض تصعيد"، لكنها لم تلبث أن تحولت إلى مناطق عمليات واسعة قامت خلالها روسيا بحسم الوضع الميداني لصالح النظام فيها، وهكذا أغلقت ملفات مناطق الجنوب السوري وحلب، ثم غوطة دمشق، لتبقى منطقة إدلب فقط التي تواجه منذ أسابيع تصعيداً عسكرياً متواصلاً.
في هذه الأثناء، أطلقت موسكو فكرتي إعادة اللاجئين وإطلاق عمليات الإعمار، وحثت المجتمع الدولي على التعامل مع هذين الملفين، من دون أن تسمح بفتح نقاش حول ضرورة إعادة إطلاق العملية السياسية التي أقرها مجلس الأمن في قراره 2254.
وفي نقاشاتهم مع الأمم المتحدة، ركز المسؤولون الروس، طوال العامين الماضيين، على حصر تنفيذ القرارات الدولية في الجهود المتعثرة لتشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها، وفي أكثر من موضع، انتقدت موسكو بشدة تصريحات مبعوثين دوليين أو عواصم غربية سعت إلى التذكير بضرورة إطلاق المسار السياسي متكاملاً، وفقاً لرؤية السلال الأربع التي وضعها المبعوث الدولي السابق إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
ورغم فشل موسكو في إقناع المجتمع الدولي بحصر النقاش حول ملفي إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، وتعثرها في إقناع البلدان العربية بتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، غير أن تسارع التطورات السياسية في المنطقة، خصوصاً حيال الملف الإيراني، وتنامي الانتقادات لسياسات إيران الإقليمية، وفر لموسكو فرصة كبرى من أجل إعادة ترتيب أولوياتها، وفقاً للتطورات الحاصلة، فأرسلت أكثر من مرة إشارات غير مباشرة إلى استعدادها للتعامل مع ملف إخراج إيران من سوريا، عبر التأكيد على أن "كل القوى الأجنبية يجب أن تخرج"، كما حافظت على قنوات اتصال وثيقة مع إسرائيل من جانب، ومع الأطراف العربية من جانب آخر، فضلاً عن التنسيق المتواصل مع كل من تركيا وإيران، بهدف توفير أوسع دعم ممكن لتحركها السياسي على المستوى الإقليمي.
اللافت أن بوتين قال خلال اجتماع قادة دول "بريكس"، إن الإجراءات الملحة في سوريا هي القضاء على بؤر التوتر وعودة اللاجئين وإنعاش الاقتصاد تشكل المدخل المناسب من أجل حل الأزمات والصراعات الأخرى، سواء في أفغانستان أو فنزويلا أو الشرق الأوسط أو شبه الجزيرة الكورية.
وأشار إلى أنه "بفضل تقديم روسيا المساعدة الأكبر للحكومة السورية الشرعية في سوريا" النظام "، أصبح من الممكن وقف إراقة الدماء على نطاق واسع". ولم ينكر بوتين أن "الطريق نحو الانتصار في سوريا كان محفوفاً بالمخاطر، وفقاً لتصريح سابق في مقابلة مع صحيفة فاينشال تايمز، قال فيه إن نتيجة الجهود التي بذلتها روسيا في سوريا أكبر مما كنا نتوقع، رغم أن الخطر من التدخل في هذه الأزمة كان كبيراً.
يذكر أن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف، قال في تصريحات سابقة أن حوالي 100 ألف قتلوا في سوريا، خلال 3 سنوات منذ انطلاق العمليات العسكرية الروسية هناك.
وهذا العدد يشكل أو يقارب ربع شهداء الثورة السورية التي قتلتهم روسيا بمساندتها نظام الأسد في البقاء على كرسيه وتحقيق مصالحها في سوريا على حساب دماء الأبرياء.
المصدر: الشرق الأوسط+ بلدي نيوز