بلدي نيوز - (خاص)
قالت مصادر إعلامية، إن القيادة الروسية غاضبة بشدة على فشل ميليشيا "النمر" -التي يقودها العقيد في قوات النظام سهيل الحسن- في إحداث أي تقدم بري بمعارك حماة ضد فصائل المعارضة السورية على مدار أكثر من شهر من المعارك.
وأضافت المصادر، لصحيفة "زاغلياد" الروسية، إن قاعدة حميميم تدرس تسليم القيادة لماهر الأسد شقيق رأس النظام، وقائد الفرقة الرابعة، إلا أنها تتخوف من ولائه لإيران.
وتعتبر الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، إحدى أكثر الفرق العسكرية ولاء لإيران، وتتلقى دعما مالياً وعسكرياً من قبل الحرس الثوري الإيراني، وشاركت معه بمعارك عدة في كل من ريف دمشق ودرعا والقنيطرة وريف حمص.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قاعدة حميميم الروسية لا تستطيع القيام بعملية عسكرية كاملة، بسبب نقص أعداد المقاتلين بشكل عام، وعدم وجود قوات روسية كافية بشكل خاص، منوهة أنه ولهذا السبب كلّف الروس ميليشيا "الفيلق الخامس" و"النمر" بالمهام الرئيسية، بحسب ما ترجم "مركز نورس".
وأضافت أنه ومع فشل "النمر" في المواجهة الأخيرة رغم الدعم الجوي الروسي الكامل، وكذلك دعم القوات الخاصة الروسية للنمر، إلا أنه ثبت للروس أنه لا يمتلك خبرة عسكرية، وأن خبرته تنحصر في قيادة فصيل أو سرية او كتيبة، لكنه لا يمتلك كفاءة لقيادة ألوية وفرق عسكرية.
زيارات مكثفة
كان ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة زار قبل عدة أيام مناطق بريف حماة، بزيارة وصفت بالـ"استطلاعية" ونشرت أنباءها وسائل إعلام النظام قبل أن تنفيها بعد ذلك.
كما كان وصل المدعو جميل الحسن رئيس "إدارة المخابرات الجوية" في نظام الأسد إلى منطقة سهل الغاب بهدف رفع الروح المعنوية للضباط والعناصر بميليشيات الأسد بعد الخسائر التي منيت بها مؤخرا.
وأظهرت صور تداولتها الصفحات الموالية على مواقع التواصل الاجتماعي، اجتماع اللواء جميل الحسن أحد أهم الأذرع الأمنية لنظام الأسد مع ضباط بقوات النظام أبرزهم "العميد صالح العبدالله والمدعو باسم محمد" قائد قطاع الغاب في ميليشيات النظام، فيما يعتقد أن الاجتماع تم في مدينة السقيلبية التي حوّلها نظام الأسد إلى قطعة عسكرية لميليشياته.
وحول الزيارة من رتبة عالية في قوات النظام لمناطق الاشتباك بمحافظة حماة، قال الضابط المنشق عن قوات النظام المقدم ياسر الجاسم، "إن الهدف الوحيد من هكذا زيارات هي رفع الروح القتالية والمعنوية لقيادات وعناصر ميليشيات النظام التي تقهقرت أمام ضربات فصائل المعارضة، خلال الفترة الأخيرة لا سيما في تل ملح والجبين".
وأضاف الجاسم بتصريح لبلدي نيوز، "يبدو أن القوات الروسية عازمة على زج جميع عناصر وقيادات قوات النظام، حتى ولو كلفها ذلك أعلى الرتب في قوات الأسد في سبيل تحقيق ما تصبو إليه على الأرض".
وأشار إلى أن بشار الأسد رأس النظام وأذرعه الأمنية والعسكرية يهدفون لحفظ ماء وجههم أمام الروس، الذين ضاقوا ذرعا بقوات النظام التي عجزت وعلى مدار أكثر من أسبوعين، عن إعادة سيطرتها على قرى تل ملح والجبين.
وكان المدعو سهيل الحسن القيادي البارز في قوات النظام المدعوم من موسكو ظهر أيضا على جبهات ريف حماة الشمالي، وهو يشجع بعض قادة ميليشياته على خوض المعارك شمال حماة لا سيما المدعو " أبو أسعد الكوسا" والذي انتهى به المطاف بالإصابة، بعد تعرض سيارته لانفجار لغم أرضي بمحيط بلدة كفرنبودة.
خسائر بالجملة
تجدر الاشارة إلى أن الاحصائيات تؤكد مقتل أكثر من 700 عنصر من ميليشيات قوات النظام في معارك ريف حماة الاخيرة، على يد فصائل المعارضة في ظل استماتة من نظام الأسد لاسترجاع بلدات تل ملح والجبين الاستراتيجية غرب حماة.
خسائر تشير بوضوح إلى الوضع الحرج الذي تعيشه روسيا وميليشيات النظام من جهة، واستيعاب فصائل المعارضة للهجمة الشرسة للنظام وميليشيات حميميم في ريف حماة من جهة ثانية.