بلدي نيوز
سلّمت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" السلطات البلجيكية، أمس الخميس، ستّة أطفال أيتام كان آباؤهم من عناصر تنظيم "داعش"، وهذه المرة الأولى التي تنظّم فيها بلجيكا عملية إعادة منذ هذا النوع.
وبلجيكا هي من الدول الأوروبية التي خرج منها أكبر عدد من المقاتلين، الذين انضموا إلى مجموعات متطرفة في سوريا ومن بينها تنظيم "داعش". وبحسب أرقام السلطات، غادر أكثر من 400 بلجيكي بالغ منذ 2012، بينهم 150 كانوا لا يزالون "يتحركون ميدانيا" في نهاية 2018.
وقال المتحدث باسم هيئة الخارجية للإدارة "ب ي د" كمال عاكف، "نعم، تمّ تسليم ستة أطفال يتامى بلجيكيين إلى وفد من هيئة الخارجية البلجيكية في عين عيسى اليوم (الخميس) وتمّ توقيع وثيقة التسليم بشكل رسمي، والأطفال والوفد البلجيكي وصلوا إلى بلادهم".
وأتى تصريح المسؤول الكردي بعيد ساعات من إعلان وزير المال البلجيكي ألكسندر دي كرو، أنّ بلاده ستعيد أطفالاً ومراهقين بلجيكيين أيتاماً انضم آباؤهم إلى منظمات إسلامية متطرفة، من سوريا.
ومنذ 2017، تؤكد الحكومة استعدادها "لتسهيل" عودة أطفال دون العشر سنوات إذا ما ثبُت أنّهم من رعاياها.
لكن في أواخر 2018 طعنت الحكومة بقرار قضائي أمرها بالقيام بكل شيء، لإعادة ستة أطفال (جميعهم ما دون الستّ سنوات) مع أمّهاتهم.
وكان وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز، أعلن بعد الاجتماع توقيع اتفاق مبدئي مع سلطات كردستان العراق حول إمكانية نقل هؤلاء الأطفال عبر الحدود مع العراق ومدينة إربيل.
وقال دي كرو "إنهم أطفال ولدوا في بلادنا وفقدوا اليوم أهلهم"، مذكرا بقرارات مماثلة اتخذتها فرنسا وهولندا والنرويج مؤخرا.
وأضاف "أنّهم أطفال يعيشون بمفردهم في هذه المخيّمات، لم يعد لهم أي سند. من غير المطروح استعادة الأهل الذين اختاروا الانضمام إلى مجموعات إرهابية. لكن الأطفال لم يختاروا ذلك".
ولا يزال هناك بحسب مصادر متطابقة، ما بين 50 و 60 قاصرا بلجيكياً في مخيّمات الهول وروج وعين عيسى في شمال شرقي سوريا.
وعبر المندوب العام لحقوق الطفل بيرنار دو فوس من سوريا لقناة "ار تي بي اف" عن سروه بالخطوة، وقال إنه "لا يزال لدينا الكثير من الأطفال الموجودين هنا مع أمهاتهم (...) من المهمّ أن تتمكن الأمهات من العودة مع أطفالهنّ"، مشيرا إلى أن هناك تداعيات "كارثية" جراء فصل الأطفال عن الأمهات.