بلدي نيوز
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" إن عملية الإتجار بالأطفال والنساء الإيزيديات ما تزال في ذروتها، وإن شبكة إجرامية من الإتجار بالبشر تنشط في سوريا يشترك بها نظام الأسد، نتيجة للفوضى التي خلفتها الحرب.
وبحسب الصحيفة؛ فإن عملية اختطاف الضحايا والإتجار تحدث في عدة مناطق، بما في ذلك تلك التي تسيطر عليها تنظيمات متشددة في أجزاء من شمال سوريا.
ولقي الإيزيديون في العراق عمليات إبادة جماعية، بحسب وصف الأمم المتحدة في 2014، وقام تنظيم "داعش" باستعباد الأطفال والنساء منهم.
ويستفيد الخاطفون الجدد من عملية انهيار "داعش"، حيث يلقون القبض على الضحايا أو في كثير من الأحيان يتم استلامهم باليد من التنظيم عبر الشبكة المهربين، ليتم بيعهم مرة أخرى مقابل مبالغ مالية طائلة تصل إلى 30 ألف دولار.
وتعكس عملية الإتجار بالبشر الجديدة حالة الفوضى التي تعيشها مناطق كثيرة من سوريا، التي تنشط فيها العصابات الإجرامية، بما في ذلك مناطق خاضعة لسيطرة النظام.
واُستعبد الإيزيديون بعد أن أعلن "داعش" إقامة "الخلافة" في العراق وسوريا، حيث قام التنظيم بإنشاء سوق يتم فيها عمليات بيع وشراء للإيزيديين أُجبرت النساء فيه على العبودية الجنسية، واستُخدم الأطفال كخدم من قبل مقاتلي التنظيم.
وبحسب الصحيفة، تم اختطاف امرأة تمكنت من الفرار من الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" شمال شرق سوريا، وذلك أثناء محاولتها البحث عن منزل تأوي إليه في دير الزور.
وتعمل العوائل الإيزيدية، والتي تعد من أفقر الناس في العراق، على تحديد موقع أكثر من 3,000 شخص مفقود، يتم بيعهم وشرائهم من قبل "داعش"، وذلك وفقاَ لمنظمة "يزدا".
اتهم (أحمد برجس)، نائب مدير المنظمة، السلطات العراقية بعدم تقديم المساعدة، وقال: "لا توجد خطة من المجتمع الدولي أو حكومة العراق أو حتى حكومة كردستان لإنقاذ هؤلاء الناس".
وقال أحد الآباء، إنه تمكن من إنقاذ أطفاله الخمسة من المختطفين؛ إلا أن الخمسة فُقدوا من جديد. علِم الأب من خلال فيديو أرسل إليه عبر تطبيق واتساب، أن أبنة واحدة لم تعد محتجزة من قبل خاطفها الأساسي، مقاتل سعودي الجنسية ينتمي لـ "داعش" حيث قتل في إحدى المعارك.
واكتشف لاحقاً أن ابنته البالغة من العمر 10 سنوات تم أسرها بواسطة شبكة إجرامية، ونقلت من العراق إلى سوريا.
وطلب خاطفو الفتاة الجدد، عبر فيديو مسجل ظهرت فيه وهي مرتدية العباءة، فدية تقدر بـ 13,000 دولار. ظهرت الفتاة في الفيديو لتقول تاريخ اليوم، وقال الأب إن الخاطفين تبدو لهجتهم السورية واضحة.
ومن خلال تسجيل آخر، قام الخاطفون برفع السعر لمطالبة الأب بمبلغ 20,000 دولار، قال الأب: "من الصعب للغاية جمع مبلغ من المال كهذا".
وفي الفيديو تظهر ابنته داخل خيمة، استنتج الأب أن الخاطفين هم مدنيون أو "عنصر من داعش يتظاهر بأنه مدني".
وأنشأ الإيزيديون، في غياب جهود الإنقاذ الدولية، شبكة متكاملة من المخبرين والمهربين داخل مناطق سيطرة "داعش" بهدف إنقاذ النساء والأطفال أو شرائهم من الخاطفين.
قال (عبد الله شريم)، والذي كان يعمل كتاجر لقطع غيار السيارات قبل أن يتحول إلى مهرب، إنه تمكن من إنقاذ 400 إيزيدي بما في ذلك مختطفين لدى الفصائل المتشددة في سوريا.
ويعتقد أن هنالك سوريين لا ينتمون لـ "داعش"، يحتجزون حوالي 200 طفل وامرأة، حيث يأملون أن يتمكنوا من بيعهم بهدف الكسب المالي.
وقال (الشريم) إنه تم استعادة 25 ضحية، كانوا لدى خاطفين لا ينتمون لـ "داعش".
بدورها، قالت (إيمي بيم) الناشطة المستقلة، إن الأطفال الإيزيديون كان يتم بيعهم في أسواق النخاسة لدى "داعش" بمبلغ 500 دولار، إلا أن الخاطفين الجدد رفعوا الأسعار.
وقالت (أمينة) إن ابنها البالغ من العمر 13 عاماً، طلب خاطفوه بالقرب من الباغوز مبلغ 30,000 دولار لإطلاق سراحه، تمنت أن تلتقي به مجدداً قائلة: "طالما هو على قيد الحياة، سيعود إليّ يوماً ما".
وتفكر الأم بطريقة لإعادة ابنها وتأمين المبلغ، على الرغم من أن زوجها وابنها البالغ من العمر 17 عاماً لا يزالا مفقودين حتى اللحظة.
المصدر: أورينت نت