بلدي نيوز
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن واشنطن تسعى من خلال قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية، منع التوسع الإيراني في الشرق الأوسط.
والسبب بحسب الصحيفة يعود إلى موقعها الاستراتيجي على طول الطريق السريع الذي يربط مركز دمشق في طهران، الأمر الذي أدى إلى تحول القاعدة الصغيرة، بشكل غير مقصود، إلى حصن تواجه فيه الولايات المتحدة النفوذ الإيراني في سوريا. ومن المحتمل، بحسب ما يتسرب عن خطط جديدة وضعها البيت الأبيض، أن تتحول هذه القاعدة لمركز لمواجهة إيران في كل المنطقة.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، تعهد بمواجهة حلفاء إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك لبنان واليمن وسوريا، معتبراً أن هذه المواجهة هي محور الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
ووصف الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، "قاعدة التنف" بالعنصر الأساسي في المهمة العسكرية المستمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" وضمان عدم قدرته على العودة من جديد.
وقال في حديث له مع الصحفيين في التنف، أن التواجد العسكري الأمريكي له فوائد إضافية، منها عرقلة إيران في المنطقة عبر إيقاف مساعداتها المقدمة لنظام الأسد، والتي تهدف إلى استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته ومنعها من إنشاء تواجد عسكري لها في سوريا.
و يقول البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستبقى إلى حين رحيل القوات الإيرانية عن سوريا، بالمقابل قال المسؤول، إن المهمة المرتبطة بإيران ستكون دبلوماسية أكثر من كونها عسكرية. حيث لم يتم توجيه طلب إلى البنتاغون، إلى حد الآن، لمواجهة إيران التي يعتقد أنها تقود قوة عسكرية تضم ما لا يقل عن 10 آلاف مقاتل في سوريا يتوزعون بين صفوف قوات النظام وبين المليشيات العسكرية.
وقال المسؤول الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن التواجد الأمريكي المستمر في التنف "يدل على أن الولايات المتحدة لا تنوي مغادرة الشرق الأوسط عموما أو سوريا على وجه التحديد حتى يتم تأمين الحالة الأمنية التي تلبي احتياجاتنا واحتياجات حلفائنا في الأردن وإسرائيل وتركيا والعراق".
ويرى الدبلوماسيون الأمريكيون، وجود فرصة جديدة في تنشيط المحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة حول سوريا والتي من الممكن أن تعيد تحفيز الجهد الطويل لإيجاد حل سياسي في البلاد.
وبحسب الصحيفة، أراد بعض أصحاب الموقف الصقوري من إيران، ومع تراجع تهديد "داعش"، توسيع النطاق الأمني المحيط بـ "قاعدة التنف" واستخدام المنطقة لتدريب القوات لمواجهة نظام الأسد وإيران، إلا أن هذه الفكرة لم تلق قبولاً واسعاً بسبب محاولة ترمب، بعدم التورط في حروب خارجية جديدة.
المصدر: أورينت نت