بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
سيطرت "هيئة تحرير الشام"، صباح اليوم الثلاثاء، على عدة قرى وتلال بريف حماة الشمالي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
وأفاد مراسل بلدي نيوز بريف حماة (شحود جدوع)، أن "هيئة تحرير الشام" اقتحمت قرى (الشعثة، والقاهرة، والطليسية) وتل السودة شمال شرق مدينة حماة، بعد تمهيد مدفعي وصاروخي، دمرت خلالها دبابة لقوات النظام في قرية الطليسية، وأجبرت عناصر قوات النظام على التراجع والانسحاب من المناطق المذكورة إلى قرية (الفانات).
وهذه ثاني معركة لهيئة تحرير الشام باتجاه حماة، بعد أن كانت أطلقت معركة في أذار/مارس الماضي حققت فيها تقدما كبيرا، لتعود وتتراجع عن المواقع التي سيطرت عليها تحت تأثير القصف الكبير من الطيران الروسي، كما أعلنت موقفها من مؤتمر أستانا الذي ضم إدلب إلى اتفاقات وقف التصعيد مع النظام.
وحول أهداف المعركة، قال الباحث تركي مصطفى لبلدي نيوز، "يمكن ملاحظة أن توقيت المعركة نتيجة طبيعية لمخرجات آستانا, وبذلك لا يمكن فصل المعركة عن المحرك السياسي, وستكون عبئا عسكريا إضافيا على موسكو، بعد ظهور السباق على التحكم بمحافظة دير الزور".
وأشار مصطفى في حديثه لبلدي نيوز، إلى أن المعركة ستخلخل التموضع العسكري في منطقة عقيربات المجاورة للميدان المشتعل, وبذلك ستضغط تحرير الشام عسكريا، وهي قادرة على التقدم الميداني لنقل الأسد نخبة قواته إلى معارك البادية ووادي الفرات من جهة, ولإعادة الثقة بحاضنتها من جهة أخرى, علاوة على الرسائل التي تحمل مؤشرات قوة تحرير الشام في المناطق المحررة كلاعب لا يمكن تجاوزه في الحرب والسياسة.
ولفت إلى أن المعركة حققت نتائج أولية في السيطرة على عدة قرى في ريف حماة الشمالي الشرقي الواقعة على نسق جبل زين العابدين الاستراتيجي, ومع التقدم باتجاه الجنوب ستتسع المعركة يمينا حيث فصائل الجيش السوري الحر المتمركز على خط الجبهة الموازي في ريف حماة الشمالي الغربي, وكذلك تحرك فصائل منطقة سهل الغاب, وبإمكان هيئة التحرير إشغال قوات نظام الأسد على أكثر من جبهة، حسب الباحث مصطفى.
ويشاطر الباحث عبد الوهاب عاصي، نظيره المصطفى، بربط المعركة باتفاق أستانا6، وقال "إن هيئة تحرير الشام رفضت الاتفاق الذي ضم إدلب لمناطق خفض التصعيد وقالت إنه لا يحقق أهداف الثورة، وأنها مستمرة في عملياتها ضد النظام السوري وإيران وروسيا، وهو يعكس رغبة وتجهيز الهيئة بالفعل لمعركة عسكرية ضد مواقع النظام".
وأشار "العاصي" في حديثه لبلدي نيوز، أن سبب بحث الهيئة عن توسعة لنفوذها ورفد كيانها العسكري بكوادر إضافية، خصوصاً وأن الانشقاقات الأخيرة عنها قلصت من نفوذها العسكري ومنها المناطق الخاضعة لسيطرة حركة نور الدين الزنكي، وقللت من عدد عناصرها، حيث تخلى عنها جيش الأحرار وكتائب أخرى.
ونوه إلى أن هدف الهيئة ربما يتحقق "في حال استطاعت الوصول إلى جيب عقيربات المحاصر الذي يحتوي على مئات العناصر من تنظيم الدولة، يمكن للهيئة أن تستفيد من هذه الكوادر التي تحمل فكر السلفية الجهادية".
وأضاف أن الهيئة تحاول من خلال هذا تحقيق أهداف هذه المعركة، استباق أي هجوم عليها، سواءً عبر ما ذكرته بتوسيع نطاق سيطرتها ورفد كيانها بالمزيد من العناصر، ونجاحها في المعركة قد يعيد لها الثقة من قبل الحاضنة الشعبية، وبالتالي سيكون مشروعها في الشمال السوري قابلاً للاستجابة على الصعيد الشعبي وربما بعض المؤسسات الخدمية المتواجدة، وهذا المشروع هو تشكيل حكومة في الشمال ذات مرجعية إسلامية.
يشار إلى أن هيئة تحرير الشام رعت مؤخرا المؤتمر السوري العام في محافظة إدلب، والذي خرج ببيان "ختامي يفضي إلى تشكيل حكومة سورية في الداخل السوري وحيدة تمثل الثورة السورية في الداخل والخارج"، والذي دعا بدوره كافة الفعاليات الداخلية والخارجية للاندماج ضمنه.