بلدي نيوز – (غيث الأحمد)
رفضت الهيئة العليا للمفاوضات القبول بوجود أي دور لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي تسعى الأمم المتحدة إلى التوصل إليها ضمن حل سياسي ينهي الأزمة المتفاقمة في سوريا منذ عام ٢٠١١، ويأتي ذلك في ظل الحديث عن تبدل في مواقف الدول الداعمة للمعارضة السورية تجاه رحيل النظام.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط في تصريح خاص لـبلدي نيوز، إن "الهيئة لا يمكن أن تقبل بوجود بشار"، وأضاف "لن نكون شهودا على الجريمة ولن نسعى لمباركة بقاء المجرم".
وتابع المسلط بقوله "سيبقى الشعب السوري يكافح ويناضل وستستمر الثورة السورية حتى نيل الحرية والكرامة بعيدا عن بشار الأسد".
ولفت إلى أن "الواقعية السياسية تتطلب القضاء على المسبب لظهور جميع التنظيمات الإرهابية، وليس القبول به كونه المتحكم الأول والأخير بتلك الجماعات".
وأكد المسلط أن رؤية الهيئة للحل السياسي "تحمل واقعية كبيرة"، وتابع إن "عجز المجتمع الدولي عن تطبيق القرارات الدولية لا يغير في تلك الرؤية"، مشيراً إلى "أنهم (الأمم المتحدة) بعجزهم يتحملون المسؤولية الكاملة عما يحصل في سوريا من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وشهدت الفترة الأخيرة تحولات في مواقف عدد من الدول تجاه نظام الأسد، بدأها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باعتباره الأسد ليس عدواً للفرنسيين، قبل أن يصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسن مؤخراً، بأحقية بشار الأسد الخوض في الانتخابات القادمة.
وقال جونسون: إنه "من مصلحة الشعب السوري أن يرحل الأسد"، مضيفاً: "كنا نقول إنه يجب أن يذهب كشرط مسبق... الآن نقول إنه يجب أن يذهب لكن كجزء من عملية انتقال سياسي. وبإمكانه (الأسد) دائماً المشاركة في انتخابات رئاسية ديموقراطية".
وتلقى نظام الأسد دعماً كبيراً من إيران وروسيا بعد أن كان على مقربة من السقوط في عامي ٢٠١٣ و٢٠١٥، وتمكنت قواته مؤخراً من توسيع مناطق سيطرتها على حساب تنظيم "الدولة"، مستفيدة من توقيع هدن مع المعارضة السورية، بوساطة دولية.
وتعتزم المعارضة السورية عقد مؤتمر جديد لها في العاصمة السعودية الرياض، وذلك بهدف إجراء توسعة، وتشكيل وفد موحد مع كل من منصتي القاهرة وموسكو.
ويأتي ذلك في غضون تأكيد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على ضرورة تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية قبل الدخول في عملية تفاوضية مباشرة في جولة جنيف القادمة.
