هل يستغل النظام حساسية "السويداء –درعا" لتفجير اتفاق الجنوب؟ - It's Over 9000!

هل يستغل النظام حساسية "السويداء –درعا" لتفجير اتفاق الجنوب؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليلة الأحد، التاسع من تموز الجاري، إلا أنه تخلل الهدوء النسبي في الجنوب السوري بعض الاختراقات في المناطق التي شملها الاتفاق.

وينص الاتفاق الذي أعلن على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية بعد تفاهم بين الأميركيين والروس، على وقف العمليات القتالية في الجنوب السوري، ونشر قوات مراقبة في مناطق وقف إطلاق النار في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، تلك المحافظات التي شهدت دائما خلافات صعدت بعمليّات الخطف والخطف المضادّ بين درعا ذات الغالبية السنية والسويداء ذات الغالبية الدرزية، وهي الظاهرة التي هددت دائمًا السلم الأهليّ في المحافظتين، فقد نجح نظام الأسد بدفع الجارتين إلى الاقتتال، وفق إستراتيجيته في إنهاك المحافظات السورية، واستثمار العداوات بينهما لصالحه على الأرض.

السويداء للنظام ودرعا للمعارضة

الاتفاق الذي أبرم بين روسيا والولايات المتحدة على هامش قمة العشرين، لوقف إطلاق النار، لم تتضح آلية تطبيقه بشكل تفصيلي بعد، وهو أمر أُرجئ إلى اجتماعات لخبراء روس وأمريكيين وأردنيين، يُعتقد أنها تتم حالياً في الأردن، بغية الاتفاق على تفاصيل تطبيق الاتفاق.

يقول الصحافي السوري (إياد الجعفري) أن "هذا الاتفاق بصورة أولية، وقد يتحول مستقبلاً إلى اتفاق تهدئة دائم في المنطقة التي تشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وهو اتفاق إن تم تنفيذه بالفعل، يعني تثبيت الأمر الواقع في تلك المحافظات اليوم، وإقراره بمعنى أن توزع النفوذ في المحافظات الثلاث المذكورة، سيبقى على حاله القائمة اليوم، وسيُقر بذلك، الأطراف الملتزمة بالاتفاق، برعاية دولية، أمريكية – روسية، وإشراف أردني".

ويبين (الجعفري) لـ"بلدي نيوز" أنه "ستبقى السويداء تحت سيطرة النظام كما هي عليه، فيما ستبقى أجزاء واسعة من درعا والقنيطرة تحت سيطرة المعارضة، وينص الاتفاق، بصورة مبدئية، على دخول المساعدات إلى المناطق التي تحتاجها، وهي تحديداً، المناطق التي تسيطر عليها المعارضة"، مستدركًا: "بالتالي، لا يوجد أي سبب لإثارة الحساسية بين السويداء ودرعا، لأن الوضع سيبقى على ما هو عليه اليوم، من حيث توزع النفوذ والقوى المسيطرة، مع وقف دائم لإطلاق النار، في حال نجاح تنفيذ الاتفاق، الذي تحيط حوله شكوك عديدة، بطبيعة الحال".

كبح جماح الطامعين

يرى الكاتب والصحفي السوري (رامي زين الدين) أن ما يميّز هذه الهدنة أنها لن تكون بالنسبة لمنفّذيها على الأرض على شكل قرارات إنما أوامر، حيث ستلتزم قوات النظام والميليشيات التابعة للأمر الصادر من موسكو، ومن جهتها ستلتزم فصائل المعارضة للتعليمات القادمة من عرفة عمليات "الموك" والتي تتحكّم فيها بدرجة كبيرة واشنطن.

ويبين (زين الدين) أنه حتى اللحظة يشوب الاتفاق الأميركي الروسي بعض الضبابية حول آلية تنفيذ وقف إطلاق النار ومساراته على الأرض، إذ يدور حديث في الأوساط المتابعة عن احتمالية نشر قوات شرطة لتكون بمثابة "قبّعات زرق" تفصل بين الأطراف المتحاربة، ولكن ما غير المعلوم حتى الآن هو هوية تلك القوات وإن كانت ترجّح بعض الأطراف تكرار سيناريو مدينة حلب بعد السيطرة عليها من النظام ونشر قوات شيشانية سنّية بإيعاز مباشر من موسكو، حسب (زين الدين).

ويوضح (زين الدين) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أنه وفقاً لما سبق لا يمكن الحديث عمّن سيحكم هذه المناطق، لكون الاتفاق لا يتضمّن انسحاب أحد الأطراف ولا حتى ترحيل فصائل معارضة كما حدث في مناطق أخرى، مضيفًا: "بالنسبة للسويداء، لن يتغيّر الكثير على المحافظة الهادئة والتي نأت بنفسها عن الصراع الدموي القائم منذ سنوات، وبطبيعة الحال العلاقة بين السويداء ودرعا رغم وصولها إلى درجّة التفجّر في بعض الفترات الحسّاسة، بيد أنّ حكمة العقلاء من الجانبين كانت تحول دون أي تصاعد لا يحمد عقباه على الجميع".

 ويشير (زين الدين) إلى أنه "برغم بعض الحساسيات الطارئة التي شابت علاقة الجبل والسهل بحكم اختلاف الموقف من النظام وتحديداً بعد تحوّل الصراع إلى مسلّح، إلا أنّ طبيعة العلاقة المتوازنة والوديّة تاريخياً بين الطرفين هي التي تكبح، إلى اليوم، جماح الطامعين بإحداث فتنة ورؤية سيول من الدماء، وهذه الأطراف لا يخفى أن النظام على رأسها ومعه تلك الجماعات التي لا تؤمن بالعيش المشترك".

مقالات ذات صلة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

اكتشاف مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع

مجموعات محلية تعتقل أحد قادة الشبيحة في درعا

غارات إسرائيلية كثيفة تطال مواقع عسكرية في دمشق و ريفي درعا والقنيطرة

درعا والسويداء خارج سيطرة النظام

هدفها ساحة الأمويين.. فصائل الجنوب تطلق معركة "كسر القيود"

//