بلدي نيوز – (متابعات)
قالت مجلة فورين بوليسي، إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أشار إلى أنه مستعد لترك موسكو تقرر مصير رأس النظام بشار الأسد، وذلك قبيل أول اجتماع قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والروسي فلاديمير بوتين في هامبورغ الألمانية الأسبوع المقبل.
وأوضحت المجلة في تقرير حصري لها أن تيلرسون أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال لقاء خاص له بوزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي، بأن مصير الأسد حاليا بيد موسكو وأن أولوية إدارة ترمب في سوريا محددة في هزيمة تنظيم "الدولة"، حسب موقع "الجزيرة نت".
وعلقت بأن هذه الإشارات هي آخر ما انتهت إليه السياسة الخارجية الأميركية المتخبطة التي تركت المراقبين الدوليين في حيرة كلما حاولوا تبين، إن كانت إدارة ترمب ستصر على مغادرة الأسد السلطة، إذ كان تيلرسون يشدد قبل ثلاثة أشهر على مغادرة رأس النظام بسبب استخدامه غير القانوني للأسلحة الكيميائية.
وأضافت في انتقادها للموقف الأميركي أن تأكيدات تيلرسون لغوتيريس تشير إلى الرغبة المتزايد لإدارة ترمب في الابتعاد عن الجيوسياسة والتركيز على هزيمة تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة، أن تيلرسون أوضح للأمين العام للأمم المتحدة أن العمل العسكري الأميركي ضد نظام الأسد خلال الأشهر الأخيرة كان يرمي لتحقيق أهداف تكتيكية محدودة تتمثل في منع أي استخدام للأسلحة الكيميائية في المستقبل، وحماية القوى التي تحارب التنظيم بدعم أميركي في سوريا، وليس إضعاف حكومة الأسد أو تعزيز القوة التفاوضية للمعارضة.
واستمرت المجلة في تعليقها قائلة إن هذا الموقف يعبر عن اعتراف أميركي بأن حكومة الأسد تخرج حاليا منتصرة بالحرب، التي استمرت ست سنوات، كما تعكس تراجعا أميركيا آخر عن اتفاق جنيف الذي وقفت وراءه الأمم المتحدة في 2012، ووقعت عليه موسكو وواشنطن وقوى دولية رئيسية أخرى.
وأشارت إلى أن ذلك الاتفاق يدعو لإقامة حكومة انتقالية بسوريا يشارك فيها الأسد والمعارضة، كما أنه يهدف لإخراج بشار الأسد من الحكم.
وبينت أن هذا الموقف يأتي قبيل اللقاء المباشر وجها لوجه بن ترمب وبوتين على هامش اجتماعات قمة العشرين الأسبوع القادم، وفي وقت تسعى فيه إدارة ترمب لإصلاح العلاقات مع الكرملين رغم سلسلة الفضائح التي زعزعت البيت الأبيض منذ انتخاب ترمب.
وانتقد المستشار الخاص لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لشؤون الانتقال في سوريا فريد هوفمان موقف إدارة ترمب هذا ووصفه بالمربك، وعزا ذلك إلى افتقار واشنطن لاستراتيجية منسجمة ومتماسكة ومهتمة بالأمن القومي، موضحا أن التخلي عن المشكلة وتركها لروسيا شيء، وافتراض أن هذا التخلي يخدم مصالح أميركا شيء آخر.
وقالت المجلة إن مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة قلقون من ترك واشنطن الساحة السورية للكرملين دون أي مقابل، ونسبت إلى إيفلين فاركاس مساعدة وزير الدفاع السابق لشؤون روسيا قولها إن كل ما يسمعونه حاليا هو العروض الأميركية لروسيا ولا شيء من قبل روسيا لأميركا، وحذرت من احتمال أن يبتز بوتين ترمب مكرا في هامبورغ الأسبوع المقبل.