بلدي نيوز-(عمر الحاج حسين)
نشرت العديد من الصفحات الموالية للنظام العديد من الصورة المختلفة التي تظهر دخول السوريين عبر معابر حدودية مع تركيا يشرف عليها الجيش الحر، والذين هجرهم النظام من قراهم ومدنهم وقتل وشرد عائلاتهم واغتصب حقوقهم وطردهم خارج سوريا قهرا وغصبا.
حيث تدعي هذه الصفحات أن هؤلاء المدنيين يعودون إلى مناطق النظام، التي "حررها" النظام وطهرها من "المجموعات المسلحة الارهابية السلفية التكفيرية المدعومة تركياً" حسب تعبير النظام، وأنهم يعودون إلى منازلهم ليتابعوا حياتهم الطبيعية، وأنهم موالون للنظام لكن "الجماعات المسلحة" أجبرتهم على الخروج باتجاه تركيا، بسبب تعاملها الاجرامي معهم!.
تعليقا على ذلك يقول المحرر العسكري لبلدي نيوز:"هذه الحالة من المتاجرة بعملية دخول السوريين إلى المناطق المحررة، وتحديداً مناطق درع الفرات أو إدلب، والتي سمحت لهم تركيا بها بهدف لقاء عائلاتهم والعودة بعد عيد الفطر، هي عملية روتينية تحدث كل عيد، ولكن نظام الأسد يسعى لاستثمارها حاليا، والضخ الاعلامي لاستغلالها، عبر القول أن المدنيين يعودون من تركيا نهائيا إلى مناطقه، الأمر الذي يعني أن المدنيين يفضلون العودة إلى مناطقه على الحياة في تركيا، حيث أنهم يفضلون العودة إلى حضن النظام على البقاء كلاجئين حسبما تصرح به تلك الصفحات".
ويضيف :"المشكلة الأساسية أن هذا الضخ باللغة العربية لن يكون له الكثير من التأثير، لكن النظام بفضل إعلامه الموازي وقدراته الاعلامية الكبيرة والمبالغ المالية الكثيرة التي يرصدها للحرب الاعلامية، يستطيع استثمار هذه الحالة مثل الكثير من الحالات، والقول أن المدنيين يعودون إلى سوريا، وأنهم يعودون إلى مناطقه، في إشارة إلى انتصاره على من يصفهم بالإرهابيين، وأنه سوف يعمل على تسويق هذا الأمر عبر اللغات الاجنبية سواء الانجليزية أو الفرنسية أو الألمانية وحتى التركية، بحيث يؤكد أنه يسعى لحل سياسي وأن يدفع باتجاه السلام".
أما عن حقيقة هذه الصور التي تنشرها الصفحات المؤيدة عن "تدفق" السوريين للعودة إلى مناطق النظام فأوضح المحرر العسكري لبلدي نيوز الوضع بقوله:" في واقع الأمر، لا يتجاوز عدد السوريين الذين دخلوا إلى سوريا من أجل عطلة العيد أكثر من 50 إلف من أصل أكثر من ثلاثة ملايين ونصف، الأمر الذي يعني أنها نسبة لاتصل حتى واحد في المئة من السوريين في تركيا، ونسبة الذين وصلوا مناطق النظام منهم لا تتعدى بضع مئات، وهم يخفون أي وثائق تركية لأن مجرد العثور عليها معهم يكلفهم حياتهم، ما يكذب رواية النظام بالكامل، لكن الأمر ليس ما هي الحقيقية، فالقضية أن نظام الأسد يستغل أي الوضع وأي تفصيل للقول أنه لا حرب أو ثورة في سوريا، بل مجرد عمليات مكافحة لمن يصفهم بالإرهابيين".